العدد 3356
الجمعة 22 ديسمبر 2017
banner
نار الأزمات المحرقة تحاصر عقارب طهران
الجمعة 22 ديسمبر 2017

مرة أخرى، بادرت المقاومة الإيرانية إلى إقامة مؤتمر دولي مميز في العاصمة الفرنسية باريس في 16 ديسمبر 2017، تحت عنوان (الوضع المحتقن في إيران... نظام الملالي محاصر بالأزمات)، والذي انعقد في ظل ظروف وأوضاع متأزمة مختلفة تعصف بنظام الملالي عصفا، وتختلف كثيرا عن المشاكل والأزمات السابقة التي عصفت به، ذلك أن خيارات هذا النظام تكاد تصبح معدومة، وهذا يجعل خيار مواجهته والتصدي له ضروريا إلى أبعد حد لأن كل مقومات نجاحه قائمة.
لو راجعنا نهج وممارسات هذا النظام طوال العقود الأربعة المنصرمة، لوجدنا أن التزام الصمت تجاه ما كان يقوم به من جرائم ومجازر تجاه الشعب الإيراني وذروتها ارتكاب مجزرة صيف 1988 التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي، التزام الصمت الدولي تجاه ذلك قاد وشجع نظام الملالي إلى التقدم خطوة سلبية وإجرامية أخرى بالتدخلات المشبوهة في المنطقة من أجل فرض النموذج الإجرامي المتخلف المعادي للتقدم والإنسانية على شعوب وبلدان المنطقة، واستمرار الصمت الدولي هذا حفز النظام على فرض نفوذه على أربع دول في المنطقة، بل إن بقاء المجتمع الدولي على موقفه غير العقلاني هذا شجع هذا النظام على التمادي أكثر بحيث يهدد العالم بصواريخه الباليستية وعقاربه في مختلف مناطق العالم، ويبدو أن العالم انتبه أخيرا إلى أين وصلت به الأمور جراء التزام الصمت تجاه هذا النظام.
ما شددت عليه السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية في كلمتها المهمة التي ألقتها أمام المؤتمر “إذا كانت محاربة داعش أمرا ضروريا، فإن مواجهة نظام ولاية الفقيه وقوات الحرس ومجموعات الميليشيات العميلة لها التي تعد أخطر من داعش مئة مرة، أمر ضروري أضعاف المرات في الوقت الحاضر”، يعتبر ناقوس خطر للعالم كله وتحذيرا استثنائيا من الخطورة التي بات هذا النظام يمثلها ويجسدها للعالم كله، لاسيما وقد رأى العالم كله كيف أن دمية مسرحية الاعتدال والإصلاح السخيفة للملا روحاني نزعت قناعها، لذلك فإن الصورة اتضحت تماما في المشهد الإيراني وصار العالم يعلم جيدا أنه لابد من التصدي لهذا النظام والوقوف بوجهه والاستماع لصوت ومنطق الحق والخير والسلام والإنسانية من جانب المقاومة الإيرانية.
مؤتمر 16 ديسمبر أكد حقيقة أن نار الأزمات باتت تحاصر عقارب طهران من الملالي المجرمين من كل جانب وهذه العقارب باتت أمام خيارين، إما أن يتم سحقها من جانب العالم أو أن تبادر للانتحار خلاصا من نار الأزمات القاتلة!. “الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .