العدد 3360
الثلاثاء 26 ديسمبر 2017
banner
شرط حل المعضلة الإيرانية
الثلاثاء 26 ديسمبر 2017

هناك قناعة بدأت تفرض نفسها على أكثر من صعيد بخصوص أن المعضلة الإيرانية ليست شأنا خاصا بالشعب الإيراني فقط، خصوصا بعد أن تجاوزت تأثيرات وتداعيات هذه المعضلة حدود المنطقة وباتت تهدد السلام والأمن والاستقرار العالمي، فعندما تتظاهر الجالية الإيرانية في باريس ضد النظام الديني المتطرف في طهران وهي توضح للعالم أنه ليس الإنسان فقط إنما البيئة الإيرانية أيضا صارت هدفا لعدوانية هذا النظام الهمجي وتطالب العالم بإدانة هذا النظام ودعم تأييد النضال العادل الذي يخوضه الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية، فإن ذلك بمثابة رسالة بالغة الأهمية والحساسية للعالم بشأن مدى تأصل الروح العدوانية والشريرة لدى هذا النظام، وأن المنطقة والعالم إذ يصيبهما جانب من هذا الشر فإن ذلك قابل للزيادة، ولا يمكن أبدا انتظار أن يتخلى هذا النظام عن روحه العدوانية ويدع العالم وشأنه.
اليوم إذ تتزايد التصريحات والمواقف المختلفة التي تدين نهج نظام الملالي وعدوانيته وتطالبه بالحد من تدخلاته في المنطقة ورعايته حقوق الإنسان في إيران، فمن المهم جدا أن يعلم المجتمع الدولي جيدا استحالة أن يستمع هذا النظام ويركن إلى لغة ومنطق العقل ويتخلى عن نهجه القمعي في الداخل وعدوانيته في الخارج كركيزتين في الحكم والبقاء، وأكدت هذه الحقيقة سيدة المقاومة الإيرانية، مريم رجوي، مرارا وتكرارا وحذرت من أن استمرار هذا النظام يمثل تهديدا للشعب الإيراني والسلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولا يمكن أبدا أن يكون هناك سلام وأمن واستقرار حقيقي مع بقاء واستمرار هذا النظام.
العمل من أجل التصدي لمخططات هذا النظام ووضع حد لعدوانيته المفرطة، جهد لابد من بذله على مختلف المستويات ولا يجب الاعتقاد بأن مشكلة هذا النظام متعلقة بالشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، إنما مشكلة عالمية طالما كان يمثل هو بؤرة ومصدر التطرف الديني والإرهاب في العالم، لذلك فمن المهم جدا أن يخطو العالم خطوة عملية وبناءة باتجاه ذلك بالاعتراف بالنضال المشروع للشعب والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية، ودعمهما وتأييدهما على مختلف الأصعدة، وذلك يمثل شرط حل المعضلة الإيرانية من الجذور. “الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .