العدد 3363
الجمعة 29 ديسمبر 2017
banner
يزداد قمعا... يزداد ثراء!
الجمعة 29 ديسمبر 2017

ليس من الصعب أبدا معرفة كم أن نظام الملالي الاستبدادي مهووس بالأجهزة القمعية التي همها الأساسي القضاء على كل شيء يدل على الحرية والكرامة والحياة والأمل، خصوصا أن هناك علاقة جدلية فريدة من نوعها بين الملالي الدمويين وجهاز الحرس الثوري الإجرامي الذي تقطر يداه من دماء الشعب الإيراني بشكل خاص وشعوب المنطقة بشكل عام، لذلك فإن هذا النظام الاستبدادي ومع معرفته الكاملة بالأوضاع المزرية والوخيمة للشعب الإيراني وحاجته لتحسين أوضاعه المعيشية ولاسيما بعد أن شارف الشعب الإيراني كله أن يصبح تحت خط الفقر، فإنه يبادر بصلافة فريدة من نوعها إلى إعلان زيادة 4 مليارات على ميزانية جهاز القمع والإجرام على حساب قوت ومعيشة الشعب الإيراني!
أن يتم تخصيص 76 مليار دولار في ميزانية عام 2018، لجهاز الحرس الثوري الذي مهمته قمع ومطاردة وتعذيب الشعب وسرقة ثرواته، وهو في الحقيقة جهاز طفيلي يعيش على حساب معيشة وحياة الشعب الإيراني، ومهمته الوحيدة المحافظة على هذا النظام الدموي من السقوط، فإن ذلك دليل على مدى خوف وذعر هذا النظام من خصمه الأساسي والرئيسي المتمثل في الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية التي تعبر عن إرادته.
هناك من تساءل أو يتساءل لماذا تبادر زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، للتأكيد على الحرس الثوري وضرورة التصدي له وإدراجه ضمن قائمة الإرهاب وإخراجه وطرده من بلدان المنطقة، وتخصيص هكذا ميزانية ضخمة له في بلد معظمه تحت خط الفقر ويعاني الملايين منه من المجاعة، فإنه يعتبر استهانة واستخفافا وقحا بل بالغ الدناءة بالشعب، وكانت السيدة رجوي، بحكم موقعها القيادي ومتابعتها الدائمة لظروف وأوضاع الشعب الإيراني وخصوصا المحرومين، فإنها كانت تعلم دائما كم يكلف هذا الجهاز الطفيلي القمعي الشعب الإيراني ويثقل من كاهله، لذلك فإنها كانت دائما ومازالت تصر على الدعوة إلى التصدي لهذا الجهاز، خصوصا أن شره المستطير بات يضرب بلدان المنطقة، وعملاءه باتوا يرمون الصواريخ على البلدان الآمنة التي ترفض سياسات هذا النظام وتتصدى لمخططاته المشبوهة.
هذا الجهاز الدموي، كلما ازداد قمعا وبطشا بالشعب الإيراني فإنه يزداد ثراء ذلك أنه ربط مصيره بقمع الشعب الإيراني وتصدير التطرف الديني والإرهاب إلى الخارج، لذلك فإنه يتصور عبثا أن إغداقه على هذه الآلة القمعية كفيل بالحفاظ عليه من السقوط، لكن هيهات، فالنصر دائما للشعوب الحرة الرافضة للقمع والاستبداد. “الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .