العدد 3366
الإثنين 01 يناير 2018
banner
نظام الملالي على حافة الهاوية
الإثنين 01 يناير 2018

الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في إيران ضد النظام القمعي منذ فترة طويلة والتي تضاعفت بوتائر ملفتة للنظر، وبلغت حدودا بحيث صار النظام يشعر بأنه أمام حالة ليس سهلا السيطرة عليها وتقييدها أو تحجيمها كما كان يفعل خلال الأعوام السابقة، خصوصا أن نار الاحتجاجات باتت تسري داخل جهاز الحرس الثوري الذي يتنعم القادة والضباط الكبار فيه بكل الامتيازات ويعيشون في بحبوحة ونعيم، ومعظم الأفراد فيه يواجهون أوضاعا معيشية صعبة مما يجعلهم مرشحين للانضمام إلى جموع المحتجين ضد النظام، وهو بطبيعة الحال أمر ليس في صالح النظام أبدا، بل بمثابة إنذار.
التظاهرات الحاشدة التي شهدتها مدينة مشهد حيث خرجت جماهير غفيرة يوم الخميس الماضي احتجاجا على الفقر والبطالة وهي ترفع شعارات “الموت لروحاني والموت للديكتاتور”، والديكتاتور كلمة يطلقها الإيرانيون ضد خامنئي، إلى جانب لافتات تعلن رفض تدخلات إيران في المنطقة العربية، هذه التظاهرات جاءت تماما كما توقع المراقبون والمحللون السياسيون، إذ طغى عليها الطابع السياسي أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يعني أن سياق واتجاه الاحتجاجات لم يعد كالسابق، بل يمثل إشارة أيضا إلى يأس الشعب من النظام وسعيه من أجل التغيير، ذلك أن رفع شعار الموت للديكتاتور الذي هو أصل النظام يعني الرفض الواضح والقطعي للشعب لهذا النظام وسعيه من أجل التغيير.
أهم ما يلفت النظر في هذه التحركات الاحتجاجية داخل إيران، أنها تتخذ بعدا ومضمونا سياسيا يتوافق ويتطابق تماما مع ذلك الذي يدعو إليه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، خصوصا أن الشبكات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق، الفصيل الأقوى والأبرز في المقاومة الإيرانية، باتت تضاعف نشاطاتها بصورة ملفتة للنظر، ولمساتها تبدو واضحة في الأوضاع والأمور الجارية في إيران.
لا يبدو أن العام سيكون جيدا، ولن يمر بسلام على النظام، بل يكاد يشبه أواخر 1978 وبدايات 1979، التي شهدت سقوط النظام الملكي، ولاسيما أن النظام يكاد رويدا رويدا يفقد زمام الأمور، وصراع أجنحة النظام الذي صار يأخذ منحى غير عادي، خصوصا بعد أن صار المرشد الأعلى الملا خامنئي طرفا فيه، وهو ما يعني بالضرورة فقدانه المزيد من هيبته وسطوته، وهو ما يجعله هدفا سهلا يمكن استهدافه، وهو ما يعني أن النظام صار على حافة الهاوية. “الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .