العدد 3369
الخميس 04 يناير 2018
banner
خفافيش الظلام تتكاثر على الخليج
الخميس 04 يناير 2018

لم أجد وصفا أكثر تعبيرًا من خفافيش الظلام على هؤلاء الذين يحاولون نشر الدمار وتفكيك دولنا الوطنية، الذين يسعون في الأرض خرابا، ينعقون كالبوم وينشرون أكاذيبهم في ربوع الأرض، ويحاولون إثارة الشكوك في كل شيء ويسخرون أقلامهم وآراءهم لأجل الفتن والاضطرابات.

صحيح أنهم شرذمة قليلون، إلا أنك تحسبهم كثرة من أصواتهم العالية الزاعقة التي تثير الضجر والاشمئزاز بمجرد سماعها، وإصرارهم على أن يهبوا علينا من كل حدب وصوب وفي كل وقت، محاولين فرض حصار علينا بحججهم الفارغة ومنطقهم المغلوط ومزاعمهم الباطلة، ورغم ذلك نجد من بيننا من يتأثر بهم ويستمع إليهم، وخاصة أن هناك من يساندهم من مراكز أبحاث ودراسات معروفة ومؤسسات علمية انحرفت عن جادة صوابها، وصوبت أهدافها نحو تفتيت المنطقة.

وهناك من يعمل دعاية مجانية للأفكار الشيطانية لهؤلاء الخفافيش التي يطلقونها بكل وقاحة ودون خجل، وذلك عبر إعلام الفتنة والدسائس وإشعال الحرائق، وفي منظومة متشابكة وعنكبوتية ومنصات التواصل الاجتماعي.

وتشمل الحفنة المأجورة من خفافيش الظلام بعض الطيور المهاجرة التي تتلحف برداء الفكر الليبرالي المتقدم رغم ابتعادها بمسافات طويلة عن أصول هذا الفكر وغاياته، ولذلك ترى التناقض في أفكارهم، والسوداوية في أطروحاتهم والعبثية في تصوراتهم، فالأكاذيب عندهم حقائق، والحقائق كذبًا، والوقائع زورًا، والزور واقعًا، وكل ذلك من أجل نشر الخراب، وشق وحدة الشعوب الخليجية، وصولا لمبتغاهم الرئيسي بالتدمير الكلي للخليج.

على الجانب الخير الذي يحتاج الالتفات إليه وتقديم الدعم له، لدينا قنوات فضائية ومراكز دراسات عملت ولا تزال تعمل لكشف هذه المخططات وصد هذه الدسائس والمؤامرات بالكلمة الوطنية المسؤولة والمعلومة الحقيقية والأطروحات والأبحاث الرصينة والعميقة، ولكن للأسف لا تصل لأصحاب القرار، وإن وصلت لا نجد لها تطبيقا، وهو ما يجعلنا نتساءل عن جدوى هذه الفضائيات والمراكز وعن فائدة عملها طالما لا تجد من يسمعها ويأخذ بآرائها، ويهتم بما تقوله وتصدره وتنشره عن الأوضاع الراهنة والسيناريوهات المستقبلية للمنطقة الخليجية.

علينا جميعا أن ننتبه إلى أن بقاء هذه الفجوة بين خفافيش الظلام، ومن يحاولون التصدي لهم، لا يعني سوى أن تظل منطقتنا الخليجية تعاني الأخطار الدائمة، وإن لم يتم الاستفادة من الأفكار البناءة التي تتنبأ بالمخاطر سيكون الخليج دائمًا في محيط من الفوضى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية