العدد 3396
الأربعاء 31 يناير 2018
banner
استوديوهات يجب أن تُرَكَّع
الأربعاء 31 يناير 2018

تذكرت وأنا اشاهد فيلم “بادمافات” على اسطوانة “دي في دي” بمنزل أحد الأصدقاء، الاحتجاجات العارمة التي اكتسحت مقاطعة كغرات بشمال غرب الهند، والفيلم على أبواب العرض الأول.

وأحرق المحتجون حينها 5 حافلات نقل عامة على الأقل، وحاصروا طرقا سريعة عدة وعطّلوا حركتها، وأوقفت السلطات المحلية النقل بالحافلات بمناطق عدة في المقاطعة.

وكانت الرقابة الهندية قد تدخلت لإجازة عرض الفيلم بجميع دور السينما الهندية والعالمية، بعد إجراء 26 تعديلا، شملت تغيير الاسم من “بادمافاتي” إلى “بادمافات”، وإضافة عبارة (الفيلم لا يضمن دقة في سرد الأحداث التاريخية).

وتأجل عرض الفيلم الذي يروي قصة حاكم مسلم وملكة هندوسية عاشا في القرن الرابع عشر، بعد أن كان مقررا بديسمبر 2017، إذ لجأ منتجوه الى المحكمة العليا للطعن في قرار منعه بعدة ولايات هندية.

وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن ممثل حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم قد رصد مكافأة مالية قدرها 100 مليون روبية (1.5 مليون دولار)، لمن يقتل المخرج سانجاي ليلا بهانسالي، والممثلة الهندية ديبيكا بادكون، بسبب دورها بالفيلم.

ووقع الفيلم المثير للجدل مجددا تحت دائرة ضوء الصراعات الطائفية بين المسلمين والهندوس، الأمر الذي تسبب في تأجيل عرضه تارة، وإثارة الاحتجاجات الشعبية تارة أخرى، لتقوم السلطات الهندية مرة اخرى بإيقاف بثه نهائياً.

وقام الفيلم بتشويه عميق ومتعمد للإسلام، ولصورة القائد المسلم سلطان دلهي علاء الدين محمد شاه، كما قام بتمجيد الملكة راني بادميني، زوجة الحاكم راتان سين، ورفعها الي درجة الالوهية، وفقا للمعتقدات الهندوسية.

ووفقا للأسطورة، فقد هجم سلطان دلهي على أملاك زوجها أثناء محاولته نيل الملكة القادمة من الجزر السنجالية، فأحرقت نفسها خوفا من أن تقع في قبضة الرجل الذي تكرهه.

وبالرجوع لمشاهد الفيلم، تم تصوير القائد المسلم علاء الدين محمد شاه بأنه مثلي جنسياً، وزير للنساء، وبأنه حرك الجيوش المسلمة، والمقاتلة، وشن الحروب الضروس فقط من أجل الحصول على نظرة لوجه الملكة راني بادميني، وهو أمر غير صحيح.

ولعل ما يؤكد صدق كلامي أعلاه هو التبريرات والإقرارات الكتابية التي تم بثها في الشريط السابق لعرض الفيلم، بأن الفيلم لم يقصد فيه إهانة اي ديانة سماوية أو ملة وأن الأحداث التي ذكرت فيه هي أحداث من خيال المؤلف ولا تمت للأسطورة بصلة.

إن دول العالمين العربي والإسلامي لمدعوة بأن تضع خريطة عمل واضحة المعالم، لتحصين الدين الإسلامي من الهرطقات والتشويهات المستمرة من بعض شركات الانتاج السينمائي العالمية. والعمل أيضا، على ملاحقة الجهات المسؤولة قضائيا وفي المحاكم الدولية، وتركيعها بالتعويضات الضخمة، لا أن يترك الحبل على الغارب، كما هو حاصل الآن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية