العدد 3426
الجمعة 02 مارس 2018
banner
“آوايي” مجرم ضد الإنسانية
الجمعة 02 مارس 2018

ليس من الممكن أبدا تجاهل مجزرة صيف 1988، التي ارتكبها نظام الملالي وذهب ضحيتها أكثر من ثلاثين ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، خصوصا أن الجريمة كانت من البشاعة بحيث اعتبرتها منظمة العفو الدولية في حينها جريمة ضد الإنسانية، ولئن نجح نظام الملالي لأسباب مختلفة في التعتيم والتغطية على هذه الجريمة، ولكن لبشاعة وفظاعة الجريمة من جانب، وبسبب الجهود والنشاطات الدؤوبة المتواصلة للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية، فقد صار العالم كله ولاسيما الأوساط الحقوقية الدولية على اطلاع كامل بمجريات وتفاصيل هذه الجريمة الوحشية.

المثير جدا للسخرية وبعد مرور أكثر من 28 عاما على تلك المجزرة الدامية، أن تتم دعوة أحد الجزارين الذين شاركوا في ارتكاب هذه الجريمة اللاإنسانية وهو علي رضا آوايي وزير عدل النظام لحضور الدورة الـ 37 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في الفترة من الـ 26 من فبراير حتى الـ 23 من مارس في جنيف، وكان هذا الرجل عند ارتكاب تلك المجزرة يحمل صفة “المدعي العام” في لجنة الموت في سجن يونسكو دزفول، وهو مسؤول عن إعدام مجموعات كبيرة من السجناء. إن مطالبة المقاومة الإيرانية الحكومة السويسرية بتسليم هذا المجرم إلى المحكمة الجنائية الدولية، خلال زيارته إلى جنيف، الثلاثاء المقبل، لأنه أحد مجرمي الحرب المتورطين بالمجزرة الكبرى التي وقعت عام 1988، وهذه المطالبة قانونية ومشروعة لأن هذا الرجل هو مجرم حرب ملطخة يداه بجريمة ضد الإنسانية.

مجزرة صيف 1988، التي هزت الضمير العالمي لتجاوزها كل الحدود والمقاييس وتعتبر جريمة القرن بحق السجناء السياسيين، من المفروض على المجتمع الدولي عموما والحكومة السويسرية خصوصا أن يضطلعوا بدورهم بهذا الصدد في مطاردة الجناة الذين شاركوا في ارتكاب هذه الجريمة لتتم محاسبتهم ومعاقبتهم على إجرامهم، ولا يجب أن يترك المجرم آوايي سدى، بل يجب اعتقاله وإحالته للمحكمة الجنائية الدولية خصوصا أن الأدلة الكافية متوفرة من أجل ذلك.
توجيه دعوة لهذا الجزار في الأساس لحضور اجتماعات مجلس حقوق الإنسان خطأ شنيع لا يغتفر، ذلك أن نظام الملالي هو نظام لا يؤمن أبدا بمبادئ حقوق الإنسان ويتنكر لها جملة وتفصيلا، ويجب أن لا ننسى أبدا أن هذا النظام يتصرف وكأن معظم قرارات الإدانة الدولية التي صدرت ضده لا تعنيه ولا يكترث لها، واعتقال هذا المجرم الجزار قد يكون إجراء عمليا رادعا على طريق إحقاق الحق لضحايا مجزرة صيف 1988. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية