العدد 3457
الإثنين 02 أبريل 2018
banner
احتجاجات العمال والفلاحين تعصف بنظام الملالي
الإثنين 02 أبريل 2018

لا يوجد طيف أو شريحة أو عرق أو دين أو طائفة أو طبقة من الشعب، إلا اكتوت بنار ظلم وتعسف وسوء إدارة نظام الملالي القرووسطائي في إيران، لكن الذي يجب لفت الأنظار إليه وأخذه بنظر الاعتبار، هو أن طبقة العمال والفلاحية الإيرانيين، من أكثر وأكبر المتضررين من السياسات الجاهلة والحمقاء لهذا النظام، لذلك فإنهم من أكثر الشرائح والطبقات الاجتماعية قياما بالإضرابات والاحتجاجات في سائر أرجاء إيران.

بسبب السياسات غير المدروسة التي لا تخدم إلا مصالح طغمة الملالي والأوساط الفاسدة التابعة، فإن خطط ومشاريع الري وبناء السدود في ظل هذا النظام لا تعتمد إطلاقا على منهج ورؤية علمية دقيقة تأخذ المستقبل والأجيال اللاحقة بنظر الاعتبار، فإن إيران باتت تعاني من الجفاف والتصحر والفقدان التدريجي لمياهها الجوفية، وبالإضافة إلى التأثير السلبي جدا على البيئة ومستقبل إيران الحضاري والمعيشي نفسه، فإن الأمر يلحق ضررا كبيرا جدا بالفلاحين خصوصا أن النظام لم يعد يستطع منح حصص الفلاحين من المياه، لأنه يستخدمها لأغراض وأهداف خاصة به لا علاقة لها بالشعب الإيراني، لذلك فإن آلاف الفلاحين يحتجون يوميا على ذلك ويظهرون غضبهم وسخطهم من النظام.

إفلاس النظام وتدهور اقتصاده بسبب عمليات السلب والنهب وكون الاقتصاد خاضعا وتحت سيطرة جهاز الحرس الثوري الإرهابي، فإن النظام وبسبب ذلك قام بإجراءات مختلفة تعكس حالة عجزه وإفلاسه، فمن جهة تعلن باستمرار مصانع ومؤسسات إنتاجية إفلاسها وتوقفها عن العمل وتسريح العمال، ومن جهة أخرى فإن النظام عاجز عن صرف رواتب العمال في الكثير من المصانع والمؤسسات التابعة للنظام، وهذا يضاعف الأوضاع المعيشية للعمال التي هي بالأساس سيئة، ما يجعلها بالغة السوء فتتضاعف معاناتهم الى أبعد حد، واستمرار الاحتجاجات العمالية في مختلف المدن الإيرانية يجسد هذه الحقيقة.

الشعب الإيراني الذي عانى الأمرين على يد النظام الإيراني ووصل حاله إلى الأسوأ، فإن طبقة الفلاحين والعمال التي تشكل غالبية الشعب الإيراني، كانت ومازالت المتضرر الأكبر من السياسات الفاشلة والمشبوهة لهذا النظام، واستمرار احتجاجاتهم لا يعني أنهم سيبقون بهذه الصورة الحالية خصوصا عندما يستمر الوضع على حاله دونما تغيير، فذلك ما سيؤذن بتغيير جذري في سياق الاحتجاجات وسيرها باتجاه ضرب النظام وإسقاطه لأنه سبب وأساس البلاء... إن الانتفاضة الأخيرة التي قادتها منظمة مجاهدي خلق ودعت إلى إسقاط النظام بانتظار شرارة اندلاعها الكبير التي ستردي النظام وتنهيه إلى الأبد. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية