سرد لي أحدهم قصة مؤسفة، حدثت لشاب خليجي، تبدأ وقائعها حين استأذن المذكور والدته، قبل الغداء بدقائق معدودة، للذهاب إلى البقالة، وشراء اللبن لها.

وأثناء قيادته السيارة، زاحمه سائق آخر بشكل «دفش»، فتبادلا السباب، ثم أوقف كل منهما سيارته، ونزلا للشارع، ودخلا بعراك شديد، أفضى بتعرض السائق لإصابة بليغة بالرأس، أُدخل على إثرها للمستشفى، وهو بحالة غيبوبة.

وبعد يومين توفي الشاب، متأثرا بإصابته، وحوكم الآخر، بتهمة القتل غير العمد، وزج بالسجن بحكم قضائي قوامه ثمانية عشر عاما، وهو لا يزال دون الثالثة والعشرين من العمر.

وتسرد سخرية القدر بهذه الحادثة، كيف تحطم مستقبل هذا الشاب بلحظة واحدة، من مقبل على الحياة، إلى آخر مجرم، مسجون، منبوذ من المجتمع.

ونقرأ بذلك، رسائل بالغة الأهمية، عن أهمية ضبط النفس، وعدم الانجرار لاستفزازات الآخرين، خصوصا لو كان هذا الشخص غريبا، لا نعرفه، ولا نعرف ظروفه، أو يومياته.

واقع الحياة اليوم، المكتظ بالضغوطات، والمزاحمات، والتأففات، والتي تكبس على الجميع بلا استثناء، يلزمنا بتجنب الصراعات، التي لا تجدي نفعا، والرجوع للقنوات القانونية دوما لنيل الحقوق.