نبارك للزميل سيد عليّ المحافظة فوزه بجائزة الصحافة العربية الاستقصائية وهي الجائزة التي يطمح العشرات بل المئات من الصحافيين العرب للفوز بها، ومملكتنا زاخرة بالطاقات والمواهب مما يعزز إيماننا بقدرتها على العطاء، وأنّ رحمها قادر على إنجاب المبدعين في مختلف الميادين... سيد علي المحافظة “الصحافة الاستقصائية” وعادل جاسم سند “اختراع جهاز لإنشاء الأسقف” وآلاء عبدالرحيم جناحي “اختراع بنك الدم المتنقل” وزينب أبوسهيل “تطوير جهاز لتجبير الكسور” والدكتورة أمينة الحواج “أول مخترعة بحرينية” ود. أحمد الساعي “ابتكار كرسي آلي”، والعشرات من المبدعين البحرينيين خرجوا جميعهم من رحم هذه الأرض ويشكلون عقل البحرين.

لا يخالجنا الشك بأنّ الفوز سيشكل دافعا حقيقيا للعشرات من شبابنا المبدعين ومحفزا لهم على التميز لإبراز طاقاتهم ومواهبهم، والذي نود أن نؤكده هنا أنّ النجاح والتميز لا يأتي هكذا مصادفة، وليس هو ضربة حظ كما قد يتصور البعض، لكنه ثمرة جهد دؤوب وعطاء لا يعرف الكلل وكما قال أحد الكتّاب “إنّ تسعة أعشار العبقرية هي ثمرة الجد والاجتهاد ولكن البُله هم الذين لا يدركون ذلك”.

باستطاعتنا أن نجزم بأنّ فوزه سيفتح الضوء الأخضر لأبناء جيله لشق طريقهم في عالم الإبداع وزرع الثقة والأمل في نفوسهم، أما الذين ينتظرون النجاح بلا جهد ولا عمل فإنّ انتظارهم سيطول إلى أمد بعيد ولن يحصدوا إلا الهشيم، فالنجاح لا يتحقق بالتنجيم ولا أحد يربح بالتمنيات، كما أنّ الجوائز تشكل ولادة جديدة للصحافيين تمدهم بالعزم على استمرارية العطاء، ونتذكر هنا مقولة ذات دلالة بالغة لرائد الصحافة الخليجية الراحل محمود المردي “لدينا مواهب تريد أن تحقق ذاتها فلماذا لا نمنحها الفرصة؟ من يستطيع أن يكابر أنّ إحدى هذه المواهب لن تصل إلى درجة رفيعة إذا توفر لها الدعم والرعاية الكافية، ولماذا عقدة النقص تجاه الآخرين”.