+A
A-

رئيس "دراسات" يلتقي في باكو قيادات مركز الدراسات الإستراتيجية

اجتمع سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" مع مدير مركز الدراسات الإستراتيجية التابع لرئيس جمهورية أذربيجان د. فرهاد محمدوف، وذلك في مقر المركز في العاصمة باكو.

وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أنشطة وفعاليات مركز "دراسات" المختلفة وإصداراته المتنوعة، وكذلك رؤيته بشأن تحقيق أهدافه المرسومة على المستويين الداخلي والخارجي، موضحا أن المركز يتبنى إطلاق المبادرات والفعاليات النوعية، ويهتم بإجراء الدراسات الإستراتيجية، واستطلاعات الرأي، لتقديم رؤى منتجة وأفكار قادرة على مواكبة مبادئ المشروع الإصلاحي الشامل لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.

وأكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن مركز "دراسات" يتطلع دائماً إلى ترسيخ إطار مؤسسي استراتيجي لبناء شراكات فاعلة ووثيقة مع مراكز الدراسات والبحوث وبيوت الخبرة العالمية، بهدف تبادل الخبرات والرؤى، وبناء القدرات وتدريب الكوادر، وإقامة الفعاليات المشتركة، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والتفاهم الدولي، إلى جانب دعم جهود التنمية المستدامة.

وتناول رئيس مجلس الأمناء، مبادئ وأهداف رؤية البحرين الاقتصادية 2030 وما حققته من نجاحات نوعية متراكمة، لم تقتصر على تعزيز قوة ومتانة الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات الخارجية فحسب، وإنما إمتدت آثارها الإيجابية إلى مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والتنموية، وفي مقدمتها الاستثمار في العنصر البشري وفق أعلى معايير الجودة والتميز. مبيناً أن الاكتشافات النفطية وموارد الغاز التي أعلنتها مملكة البحرين مؤخرا، سوف تتيح فرصا واعدة وكبيرة لتدشين حزمة من المشاريع الاستثمارية الضخمة في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية والمواصلات وتقنية المعلومات، بما يعود بالنفع والفائدة على المواطن باعتباره محور وأساس التنمية.

وقال الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة: إن مملكة البحرين فرضت مكانتها كدولة فاعلة ومؤثرة في محيطها الإقليمي، ولها حضورها الدولي بفضل نجاح نموذجها الإصلاحي والتنموي، فقد رسخت الإصلاحات الشاملة والرائدة دولة القانون والمؤسسات، وتشهد عملية التنمية المستدامة قفزات مهمة ومستمرة بحسب المؤشرات الدولية، هذا بالإضافة إلى فاعلية السياسة الخارجية للمملكة، والتي تقوم على المبادئ الدولية والإنسانية.

وشدد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة على أهمية الدور الذي تضطلع به مراكز الدراسات في نشر الفكر المعتدل، ومكافحة الإرهاب الذي يستفحل خطره بوتيرة سريعة جراء وقوف دول وراء انتشاره بما تقدمه من دعم وتمويل، الأمر الذي يتطلب وقفة دولية حازمة، تستند إلى نظرة أشمل ومواقف رادعة تجاه كل من يمارس ويدعم الإرهاب ويحرض عليه، مشيرا إلى الرؤية الملكية السامية لترسيخ الوسطية والتسامح في إطار تكامل الأمن والتنمية وحقوق الإنسان.

وتطرق الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إلى خطر نظام الملالي في إيران والذي يمارس إرهاب الدولة، وإصراره على تأسيس ودعم وتمويل وتدريب شبكات وجماعات إرهابية، وامتلاك منظومات الصواريخ الباليستية غير التقليدية، ونشر التحريض والفتن، بهدف زعزعة أمن واستقرار العديد من دول المنطقة.

وأوضح الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء، أن منطقة الخليج مقبلة على تغيرات استراتيجية مهمة في ظل التطورات الجارية، وفي ضوء عملية الفرز الحاصلة في المواقف والتوجهات.

من جانبه، استعرض د. فرهاد محمدوف، أبرز أنشطة مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لرئيس جمهورية أذربيجان والذي تأسس بموجب مرسوم رئاسي في نوفمبر 2007م، ويرتكز التوجه الرئيسي للمركز على توفير التحليلات والمعلومات لأجهزة الدولة العليا. مبديا إعجابه بالدور الحيوي والمكانة المرموقة لمركز "دراسات"، وانخراطه في ترجمة حقيقية لمفهوم الشراكة المجتمعية، معربا عن سعادته بالتعاون مع "دراسات" في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وقد اتفق الجانبان على تبادل الزيارات بين الخبراء في المركزين، وإعداد دراسات حول مجالات مقترحة للتعاون في مجال البحث والتحليل وتبادل المعلومات، وتشجيع التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين، فضلا عن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، خاصة فيما يتعلق بإيجاد الفرص لتشجيع الشباب والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

كما التقى سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز "دراسات" خلال زيارته لأذربيجان مع السفير حافظ باشايف نائب وزير الخارجية وعميد جامعة الأكاديمية الدبلوماسية (ADA).

وخلال الاجتماع، استمع الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إلى شرح عن دور ومهام الجامعة، وكذلك أنشطتها البحثية والدراسية.

وأكد رئيس مجلس أمناء مركز "دراسات" على أهمية فتح مجالات جديدة وواعدة تكون بمثابة جسر للتواصل الفكري والإنساني بين البلدين، لتعزيز قيم التسامح والحوار. وأشار إلى ريادة مملكة البحرين في مجال التعليم، وجهودها المتواصلة للارتقاء بالعملية التعليمية والبحث العلمي.

وشهد الاجتماع بحث أفكار ومقترحات للتعاون بين الجانبين، بما يصب في مصلحة تطوير البيئة العلمية والفكرية، وتبادل التجارب والخبرات، وتأهيل الكوادر، والاستثمار في العنصر البشري.