+A
A-

"صقلية... معالم وشواهد" يعرض مواقع أثرية وتراثية شاهدة على تاريخ جزيرة صقلية

تشهد الحرف اليدوية التي تعتبر محطة كبيرة في رحلة زوار الأيام، حيث تجذب تلك الحرف والمنتجات الزوار الذين يطرحون الأسئلة على القائمين عليها للتعرف عليها وعلى تلك الأدوات وكأنهم في رحلة جميلة عبر التاريخ، وتشهد مختلف فعاليات الأيام إقبالاً كبيراً من الزوار، فها هم يتنقلون من محطة إلى أخرى، ومن ركن إلى آخر، بين ركن التوقيعات والمقهى الثقافي، ويتنقلون من موقع إلى آخر في ساحات الأيام بكل شعف.

ركن التوقيعات في مكتبة الموروث

وقع الدكتور مني بو نعامة، رئيس قسم الشؤون الثقافية في معهد الشارقة للتراث، مدير تحرير مجلة مراود، في ركن التوقيعات بمكتبة الموروث في أيام الشارقة التراثية، كتابه المعنون علي بن إبراهيم الجويعد، قاضياً ومفتياً وإماماً وشاعراً، والكتاب الذي صدر عن معهد الشارقة للتراث، بإشراف الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، عبارة عن دراسة توثيقية تحتفي بسيرة القاضي الشيخ علي بن إبراهيم بن علي الجويعد، رحمه الله، (1881 - 1944) الذي كان مفتياً وقاضياً وإماماً وخطيباً في إمارة الشارقة، خلال عهد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، رحمه الله، (1924-1951)، بوصفه من أبرز الشخصيات التي قدمت إسهامات قيّمة في مجال القضاء والفتوى بإمارة الشارقة في ذلك الزمان.

وتضمن الكتاب الذي يحتوي على خمسة فصول، بالإضافة إلى كلمة أولى من الدكتور عبد العزيز المسلم، والإهداء، وكلمة شكر من المؤلف، ومقدمة وخاتمة، وملحق يتضمن صور عائلة جويعد، وقائمة تحوي العشرات من الوثائق والمستندات المهمة والنادرة، والتي تنشر للمرة الأولى، موزعة جميعها على 176 صفحة، وجاء الفصل الأول من الكتاب بعنوان القضاء والقضاة في الشارقة، وتناول الفصل الثاني سيرة القاضي علي جويعد من المولد والنشأة حتى وفاته، ثم تحدث المؤلف في الفصل الثالث عن جويعد قاضياً ومفتياً، في حين ركز الفصل الرابع على جويعد إماماً وخطيباً، أما الفصل الخامس فيكشف فيه المؤلف عن القاضي الشاعر، وتنوع أعماله الشعرية من المديح إلى الحماسة والابتهالات والمساجلات الشعرية وغيرها.

وجاء الإهداء: "إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حفظه الله، المثقف الرائد والحاكم القائد، راعي الثقافة والإبداع... عرفاناً بسابق نواله وفيض عطائه".

وأوضحت الكلمة الأولى التي كتبها رئيس معهد الشارقة للتراث، بأن المعرفة كتاب وحروف، ومداد يرسم الكلمات ليحولها إلى معان مفيدة، سواء كلمات بشكلها التقليدي، أو بوصفها نصوصاً افتراضية على أجهزة وبرامج أو تطبيقات ذكية مهيأة للقراءة.

أما كلمة الشكر المتضمنة في الكتاب من المؤلف فكانت إلى عائلة جويعد التي زودت المؤلف بالمعلومات والوثائق والمخطوطات النادرة، والتي لم تبخل عليه في تزويده بكل ما يسهم في أن يرى هذا الكتاب المهم النور، كما توجه المؤلف بالشكر إلى معهد الشارقة للتراث، ممثلة برئيس المعهد، سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، الذي كان الدافع والداعم والمساند لإخراج هذا العمل في حلة جميلة وصورة نقية، كما توجه المؤلف بالشكر إلى روح زميله في المعهد، الباحث عمار السنجري.

ويأتي إصدار الكتاب ضمن جهود المعهد في تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي وجّه بإعداده لتوثيق تاريخ عَلَم من أعلام الشارقة، وحِفْظِ سيرته، وتوثيق مسيرته، والاحتفاء بمآثره وإنجازاته.

معرض صقلية

تميزت أيام الشارقة التراثية في نسختها السادسة عشرة، بوجود 4 معارض جديدة ومهمة، يتقدمها معرض زايد، ومن بين تلك المعارض التي تشهد إقبالاً لافتاً من الزوار، معرض صقلية... معالم وشواهد، الذي يعرض مواقع أثرية وتراثية شاهدة على تاريخ جزيرة صقلية، وجزيرة صقلية كما هو معروف، تعتبر أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، وخلال تاريخها كانت موقعاً استراتيجياً حاسماً، وذات أهمية بالغة في طرق التجارة المتوسطية، ويعتبرها كثيرون عبر التاريخ بأنها أعظم وأجمل مدينة في اليونان القديمة، وهي اليوم عبارة عن إقليم حكم ذاتي في إيطاليا، ويبلغ عدد سكانها نحو 5 ملايين نسمة.

لدى صقلية ثقافة غنية ومميزة، خصوصاً فيما يتعلق بالموسيقا والأدب والنمط المعماري والمطبخ التقليدي والشعبي، وفيها الكثير من المواقع الأثرية المهمة، مثل نكروبوليس بانتاليكا، ووادي المعابد، وسان كاتالدو، المعبد المسيحي الذي بني في القرن الثاني عشر، وقصر القبة، الذي شيد للملك وليام الثاني في ميدان شايع سمي بجنة الأرض، ويتميز الصقليون بتقنية الزخرفة الخاصة التي تمزج معاً الرخام متعدد الألوان والأحجار شبه الكريم، وتتجلى في كثير من آثارهم، مثل فسيفساء مصلى بالاتين، كما تتميز بوجود آثار إسلامية عديدة، واستخدم المسلمون والعرب في أعمالهم في صقلية السيراميك الذي كان يضفي لمسات جمالية مميزة على تلك الأعمال.

وقد استندت فكرة المعرض في أيام الشارقة التراثية على تلك الآثار التي تميز الجزيرة، حيث كان المسلمون هناك في تلك الجزيرة في مرحلة تاريخية سابقة، في الجزيرة التي تشتهر بالزراعة ويقوم اقتصادها عليها، ونفذوا عمليات إصلاح زراعي كبيرة، وطوروا نظام الري، الأمر الذي ساهم في رفع الإنتاج، وترك المسمون الكثير من المعالم والشواهد التاريخية، مثل القصر الذي تحيد به الأسوار، ومسجد الجمعة الكبير، وقصر السلطان في حي كالسا أو الخالصة، وغيرها الكثير.

مشاركة مميزة لجامعة زيهجيانج الصينية

تشارك أربع منظمات دولية في أيام الشارقة التراثية بنسختها السادسة عشرة، وهي: المنظمة الدولية للفن الشعبي، وجمعية الألعاب الشعبية في فرنسا، والمجلس الدولي لمنظمات مهرجانات الفولكلور والفنون الشعبية، وجامعة زيهجيانج للعلوم الصناعية والتجارية في الصين، وتميزت مشاركة جامعة زيهجيانج في فعاليات الأيام بشكل لافت، حيث تعرض الكثير من الأعمال والأفكار والمبادرات التي تشجع على تعلم اللغة العربية وتفاعل الزوار مع الجامعة ومع اللغة الصينية والحضارة الصينية بمختلف تجلياتها وعناصرها ومكوناتها.

وقالت الدكتورة فاتن زولين، رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة زيهجيانج للعلوم الصناعية والتجارية في مدينة هانزو، وهي تتحدث العربية بطلاقة:"بداية أتوجه بالشكر والتقدير لحكومة الشارقة التي تدعم قسم اللغة العربية في الجامعة، ولمعهد الشارقة للتراث الذي يعمل في نفس الاتجاه، ويشجع من أجل أن يكون هناك مشاركة في فعاليات المعهد لطلبة الجامعة من مختلف الأقسام، وليس فقط قسم اللغة العربية، حيث يتعرف الطلبة الصينيون على اللغة العربية والحضارة العربية، ليس من القراءة والكتب فحسب، بل من خلال الاحتكاك والتفاعل والتواصل المباشر مع العرب".

وأشارت إلى أن جناح الجامعة في أيام الشارقة التراثية يعرض الكثير من أعمال الطلبة والأعمال التي تعكس حضارة الصين العريقة، بما يسهم في تعريف الجمهور العربي بالحضارة الصينية، حيث اكتشفوا بأن العرب يعشون الحضارة الصينية ويرغبون في معرفة المزيد عنها، وهو ما تجلى من خلال حجم الزيارات والتساؤلات التي يتلقاها القائمون على جناح الجامعة في الأيام، ولفتت إلى أن مدينة هانزو التي تقع فيها الجامعة تعتبر مدينة مميزة واستراتيجية وفيها حضارة عريقة وكانت مركزاً تجارياً وتاريخياً مهماً، وكان فيها مسلمون كثر.

إلى ذلك، تبنى معهد الشارقة للتراث مبادرة تأسيس قاعة الثقافة العربية في جامعة زيهجيانج الصينية. وتضم المبادرة مجموعة من الكتب والمقتنيات والمواد الفلمية، لتلبية احتياجات الطلبة غير الناطقين باللغة العربية، حيث يعمل المعهد، وفق الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لنشر الثقافة واللغة العربية في أنحاء العالم، خصوصاً في الجامعات والمعاهد والمراكز المهتمة بالتواصل بين الثقافات.

أعلام دبا الحصن

ناقشت الجلسة الحوارية في المقهى الثقافي ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، والتي حملت عنوان "أحمد محمد خلفان الزعابي ذاكرة حفظت تراث الإمارات"، أهمية الرواة في حفظ المعارف الشعبية والتراث الشفهي لكل الأمم والشعوب، والأساس الذي يوثق تاريخها ومأثوراتها الشعبية المتناقلة عبر الأجيال المتعاقبة، وما يعكسه الرواة، بمخزونهم الثقافي الغني، تاريخ مجتمعاتهم وهويته الثقافية وخصوصيته المحلية، كونهم كنوز بشرية، حيث قدمها عبد الله المغني وحاوره فيها محمد الشافعي.

وقال المغني في بداية الجلسة "لقد اشتهرت مدينة دبا الحصن عبر التاريخ بعلمائها الأعلام الذين حفظوا تاريخها ووثقوا تراثها واستعرضوا قصصه وحكاياته في رواياتهم الشفوية التي وثقت الكثير من الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لدبا في الماضي، كما تضمنت مروياتهم الكثير من المعلومات المهمة والغنية عن حياة المجتمع وماضيه وطريقة عيشه وموارده الاقتصادية التي كانوا يعيشون عليها في الماضي بما فيها الصيد والغوص على اللؤلؤ وتراث البحر الزاخر بالآداب، فضلاً عن جوانب الحياة الأخرى كالبيئات التراثية، والمعارف الشعبية المختلفة".

وبين أن من بين رواة دبا المشهورين: محمد سعيد علي بن سعيدوه الخالدي، علي محمد سالم العوال الحموي، علي خماس العواني، عبيد راشد هلال الهلالي، سليمان سالم العضب الحمودي، موزة محمد سيف المعمري، حسن سليمان الأقرح الظهوري، فاطمة أحمد علي النقبي وغيرهم كثير.

ولفت إلى أعلام دبا الحصن الذين وثقوا ماضيها ونمط حياة سكانها؛ لذلك تكمن أهمية التشجيع والتكريم لهؤلاء الرواة، وهنا لا بد من الإشادة بجهد معهد الشارقة للتراث في حفظ ذاكرة المجتمع الإماراتي ومعارفه الشعبية من خلال جمع وتوثيق معارف الرواة، وتكريمهم في ملتقى دولي خاص، هو ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي استمر على مدى سبعة عشر عاماً من العمل المتواصل في خدمة رواة التراث.

وبين أن أحمد محمد خلفان الزعابي يعد أحد أعلام دبا الحصن ورواتها الثقات الذين كرّسوا حياتهم في نقل المعارف الشعبية، وحفظ في ذاكرته الكثير من المعلومات المتعلقة بحياة البحر وعالمه وحركة السكان وعاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها عن الآباء والأجداد، وقد اتسم بالحنكة والذكاء والطيبة وحسن خلق، والكرم والسخاء.

وأوضح أن أحمد خلفان عمل مع أبيه في مزرعته، وكان يساعده في موسم حصاد التمر، ويقوم بإعطاء السائلين ما يحتاجونه منه، حيث كان محصول التمر كثيراً، كما عمل في مهن متعددة وفي مواسم مختلفة؛ فكان يعمل في فصل الصيف بمساعدة أبيه في القيام بشؤون المزرعة، وتجفيف التمور ـ كما تقدم ـ وفي فصل الشتاء كان يعمل مع والده في سفينته، ويسافر معه من دبا إلى دبي، ومن ثم إلى الدول المجاورة مثل السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان، وصولا إلى اليمن، ثم الهند، وكانوا يستوردون البن (القهوة) إلى المنطقة، وكان اكسبه ذلك خبرة كبيرة في عالم البحر والأسفار ساعدته لاحقا باستقلال بنفسه، حيث قام بشراء سفينة خاصة به، وكان يتاجر بها، ويجوب بها نفس الأقطار التي كان يجوبها في أسفاره مع والده.

ولفت أن أحمد خلفان روى خلال أسفاره العديد من القصص الغنية التي حدثت له أو معه خلال رحلاته تلك، حيث  كانت السفن الشراعية في ذلك الوقت تعتمد على حركة الرياح، وقد حدثت له مع البحر والسفن قصص وحكايات كثيرة، منها أنه كان في أحد الأيام متوجها إلى دبي، وكانت السفينة محملة بالتمور، وعندما أراد الخروج من مضيق هرمز (الباب)، وكان الجو هائجا والأمواج عالية، وحاول العبور لكنه لم يتمكن من ذلك، وحاول عدة مرات ومكث يوما وبعض يوم على هذا الحال، ثم أوعز إلى من معه بالسفينة بأن يأخذوا حذرهم من الجبل، وجازف بسفينته، إلا أنه وفقه الله وخرج من هذه المحنة بعد أن رمى أكثر من نصف البضاعة المحملة لتخفيف الوزن عن السفينة، بعدها واصل سيره حتى وصل رأس الخيمة ومن ثم إلى دبي، وكان في دبي حينها مجموعة من النواخذة الذين يجتمعون في مجالس أحد التجار في دبي، وكان من بينهم الراوي أحمد خلفان الزعابي، وذات يوم طلب منهم التاجر أن يطلقوا عليه لقباً تمييزاً له عن غيره، فأطلقوا عليه "أبو خش"، ووافق هو على هذا اللقب.

الحرف اليدوية تجذب الزوار

شهد ركن الحرف اليدوية في قلب ساحة أيام الشارقة الذي يوجد فيه العديد من المنصات التي تحاكي الحرف القديمة التي احترفها الأجداد القدامى، حيث يروي هذا الركن العديد من القصص التي تؤكد ما كانت تفعله المرأة من مهام وأشغال شاقة لتلبية احتياجاتها اليومية، كما أن الحرف اليدوية كانت تدهش الزوار في كل يوم والدليل على ذلك الإقبال الكبير الذي تشهده من جميع الفئات لرؤية الحرف التي كانت تمارسها المرأة والأسلاف في القدم.

 وتروي الحرف لمحبي المهن والحرف اليدوية، وعشاق التراث الباحثين عما كان يقوم بها الأجداد في الماضي مختلف ملامح وتفاصيل تلك الأيام التي عاشوها، حيث يجدوا ضالتهم في قرية الحرف، فيتعرف الزائر هناك على حزمة من تلك الحرف التراثية اليدوية القديمة ومنتجاتها، والتي ما زالت حاضرة، كالسفافة والتلي والسدو والخياطة والبرقع والكحل والبخور والحنة، وغيرها من الحرف التي ما زال يعشقها الجميع يحن إليها.

ويشارك في ركن الحرف اليدوية مجموعة من السيدات والشياب من رأس الخيمة ودبا الحصن والشارقة وغيرها من المدن والمناطق المختلفة في الدولة.

وهناك في قرية الحرف، حيث يمكن للمرء اكتشاف أسرار الحرف، بل وتعلمها إن أراد، من خلال أولئك الماهرين والماهرات الذين يبدعون في أعمالهم ومنتجاتهم المتنوعة، كما يتعرف الزائر على طبيعة ونوعية المهن والحرف اليدوية التي كانت سائدة في زمن ما، مثل الصناعات اليدوية المستنبطة من مادة الخوص «سعف النخيل» ، كالسفة والسرود والقفة والمغطى والمشب والمهفة، وكيفية صناعة الدخون، والبخور العربية مع خلط العطور والزيوت الطبيعية، وغيرها من الحرف والمهن اليدوية والتقليدية.

ومن الحرف المشاركة أيضاً الصقار وهي من المهن التي مازال يمارسها البعض ولكن بطريقة متطورة، وصناعة الفخار وهي من الابداعات التي تفننت بها أيادي الآباء والأجداد ونحتتها برونق من الجمال، بالإضافة للبشت التي تعتبر من الصناعات الراقية للأزياء الشعبية وأغلاها وقيمتها تكمن في المواد التي تصنع منها.

يوجد في ركن الحرف اليدوية كيفية صناعة الطبل الذي يصنع من خشب السدر الذي يجوف بواسطة القادوم، فضلاً عن طحن الحب الرحاه التي تعد من الصناعات اليدوية البدائية، وصناعة السقا التي تقوم المرأة بعد حلب الأبقار والأغنام بجمع الحليب ووضعه بالقربة وخضها لاستخراج الزبدة واللبن، وغيرها من الصناعات مثل التلي والمداوية.