العدد 3469
السبت 14 أبريل 2018
banner
طبول الحرب 
السبت 14 أبريل 2018

بدأت الدول الكبرى دق طبول الحرب على الساحة التي يتوقعها العالم، أي الأراضي السورية، أميركا وحلفاؤها الغربيون يتهمون نظام الأسد باستخدام أسلحة نووية وروسيا تستخدم الفيتو ضد مساعي أميركا في مجلس الأمن لاتخاذ قرار ضد سوريا، والحقيقة المرة لا تتعلق بمن الذي له حق، ولا باستخدام النووي أو عدم استخدامه، ولكنها تتعلق بسعي جميع القوى لتحقيق مكاسب من حالة الضعف والانهيار التي وصل إليها العرب.

فأميركا ليست بحاجة إلى قرارات من مجلس الأمن لكي تتدخل عسكريا هنا أو هناك، فقد سبق وأزالت دولا وقتلت الملايين وشردت الشعوب دون موافقة مجلس الأمن وتبين في النهاية أن ما قامت به بني بكامله على تلفيقات لا أصل لها، كما أن روسيا وغيرها لا تفعل ما تفعله لسواد عيون أحد ولكن من أجل مصالح معينة.

العالم كله بدأ يدخل في منعطف خطير ينبئ بحرب عالمية هائلة وهناك تحركات كثيرة تبين أن هذه الحرب تقترب، ففي يوم ٣ أبريل الجاري قام وزير الدفاع الصيني الجديد بزيارة إلى موسكو ومعه وفد عسكري رفيع المستوى ووجه من هناك العديد من رسائل التحذير للولايات المتحدة بالذات وأبرز هذه الرسائل أن هناك جبهة عسكرية قوية تضم روسيا والصين جاهزة للرد على أية مغامرة تقدم عليها الولايات المتحدة.

وتم تبادل تصريحات تصعيدية من الأطراف المختلفة، مجموعة تهدد بهجوم، ومجموعة تهدد بالرد على الهجوم، وهذه هي الصورة حاليا، فأين العرب، وما علاقتهم بما يجري؟ الإجابة على ذلك أننا نحن العرب الذين أصبحنا منذ سنوات ضمن ساحة اللعبة الكبرى سنكون الضحايا لكل ما يجري فالجميع يتصارع الآن من أجل التهامنا.

بعض هذه القوى تريد التهام الثروات الموجودة في المنطقة عن طريق الحرب العسكرية المباشرة والبعض الآخر يريد التهامها عن طريق التسلل بهدوء، وهذا هو الفرق الوحيد بين الفريقين. فهل لدينا نحن العرب قدرة على التحالف والوقوف صفا واحدا أمام ما يراد لنا أم أنه فات الأوان؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية