العدد 3479
الثلاثاء 24 أبريل 2018
banner
الأهلي والسفارة الأميركية
الثلاثاء 24 أبريل 2018

نظرت إلى المدرجات الصفراء الذابلة بحزن عميق، لا أعرف مصدره. ربما وجدتها فارغة من الجماهير التي لم تخيب ظن فريقها الكروي ذات يوم.

كنت جالسا في أحد المقاهي الواقعة في المجمع التجاري الجديد التابع لاستثمارات النادي الأهلي. لم تكن أضواء الملعب مشعلة. بالكاد بدأت أنوار المحلات تستعد لاستقبال الظلام، وهو يزحف ببطء على الماحوز.

سمعت أحاديث سياسية مقبلة من الاتجاه المؤدي إلى السفارة الأميركية. اثنان يغرقان في نقاش انفعالي بشأن ما يحدث في العالم. يتفقان أن وراءه بلد العم سام. ويختلفان على الدوافع الأميركية الاقتصادية والسياسية؟

أجبتهما سرا لأفض النزاع: “يبدو أن خلفية ترامب الاقتصادية الكبيرة قادرة على إغراء الزعيم الكوري الشمالي ليهجر معشوقته النووية”.

ربما يقع الزعيمان في الحب. لا عجب في ذلك، فالأحوال تغيرت منذ أن ضربت العالم موجة أحداث غير مسبوقة بلغت ذروتها في العام 2011. أصبحت الكرة الأرضية مهددة على مستوى الأمن والاقتصاد والبيئة. ماذا بقي لنا إذن غير كرة القدم؟

أتساءل بعد مضي 3 أيام على تعرض الكيان الرياضي المتواري خلف المحلات التجارية للإفلاس على مستوى كرة القدم.

لقد قبل النادي الأهلي هبوط فريقه الكروي الأول، بينما كسب غريمه التاريخي المحرق اللقب 34 بجدارة. لم يكتف المحرق بذلك فحسب، بل إنه مسح لون غريمه الأزلي الأصفر من واجهة الكرة البحرينية.

أتذكر هنا أنني حذرت الأهلاوية من مغبة الهبوط بعد مضي 7 جولات على انطلاق القسم الأول، لكنني تلقيت مكالمات من مسؤولين بالنادي واثقين من تحسن الأوضاع في القسم الثاني، وبالفعل تحسنت الأوضاع، ولكن للأسوأ!

لست أهلاويا، لكنني أنتمي إلى جيل يشعر أن الأشياء الجميلة بدأت تتقلص تباعا من حياته، وأن التاريخ لم يعد قادرا على حماية أحد من الاندثار، والخشية الكبرى أن تتحول كرة النادي الأهلي العريقة إلى قصة تتبادلها الأجيال القادمة بغرض التسلية.

من يتحمل المسؤولية؟ سؤال يتوجب على الجمعية العمومية بالنادي الأهلي مناقشته بشفافية ومسؤولية. مناقشة غرضها الإصلاح، وليس أي شيء آخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .