+A
A-

حفاوة وإشادة بجهود جلالته في مجال التعايش السلمي وحقوق الإنسان

كان حضور حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه مهرجان ويندسور الدولي للفروسية، الذي يعد من أكبر مهرجانات رياضة الخيل في العالم، دليل واضح ليس فقط على عمق الروابط التاريخية الوثيقة التي تربط البحرين بالمملكة المتحدة، وإنما على العلاقات المتينة التي تربط العائلتين المالكتين، وما تشهده أطر التعاون المشتركة من رسوخ وتطور في كل الميادين.

وقد استأثرت هذه الزيارة والفعاليات التي شهدتها باهتمام كبير، حيث عكست حقيقة المكانة المتقدمة لمملكة البحرين في قلب أحد أهم مراكز صنع القرار في العالم الغربي، والاحترام الكبير والإعجاب بالمشروع الإصلاحي المستنير لجلالة الملك المفدى، وشهد على ذلك الحفاوة البالغة التي حظي بها جلالته، وعبرت عن التقدير لمساعيه الدائمة لإبراز وتطوير التجربة البحرينية الرائدة في مجال التسامح والتعايش بين الأديان.

كما جسدت الزيارة مدى التطور الحاصل في العلاقات البحرينية - البريطانية، وحرص ملك البلاد المفدى على تدعيمها لتشمل المجالات كافة، ومنها المجالات الرياضية، وذلك انطلاقا من قناعة جلالته الراسخة بأن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين تمنح العلاقات بينهما زخمًا إيجابيًا يعزز من العلاقات الوطيدة التي تربط بينهما، وتسهم في الارتقاء بها وفتح مجالات أوسع للتعاون وبما يخدم المصالح المشتركة.

ولعل أحدث مظاهر التعاون المشترك افتتاح منشأة الإسناد البحري البريطاني ب‍ميناء سلمان في أبريل الماضي، والتي ستلعب دورًا مهما في إثراء التعاون الثنائي المشترك بين المملكتين خاصة في المجالات العسكرية وحفظ الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في المنطقة.

وبدا الود الكبير بين المملكتين من خلال تبادل جلالة الملك المفدى مع جلالة الملكة إليزابيث الثانية الأحاديث حول العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط المملكتين، وما يشهده التعاون والتنسيق بينهما من تقدم متواصل في جميع المجالات. كما تبدى ذلك في حفل الغداء الذي أقامته صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة وشمال ايرلندا، تكريمًا لجلالة الملك، حيث أكد الجانبان على عمق العلاقات التي تربط المملكتين والعائلتين الكريمتين.

لقد كان لهذه الأجواء الاحتفالية معانيها التي لا تخفى على أحد، حيث يمكن ملاحظة عدة مظاهر لقوة ومتانة العلاقات البحرينية البريطانية، الأول: تبدى في تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك، لدى استضافة سموه في قصر "ويندسور" جمعية "هذه هي البحرين"، التي أقامت حلقة نقاشية بعنوان "تنوع الأديان والتعايش السلمي"، على هامش مهرجان ويندسور، حيث استعرض للمجتمع الإنجليزي، التجربة البحرينية الرائدة في مجال التسامح والتعايش بين الأديان، والتي وصفها سموه بالمذهلة.

وتؤكد القراءة الدقيقة لكلمة المسؤول البريطاني رفيع المستوى في هذا المحفل المهم على ما تحمله بريطانيا للبحرين من مكانة عالية وإشادة كبيرة بخطواتها الإصلاحية الجبارة، كما عكس حجم الحضور الكبير وإشاداتهم بمدى التأييد الشعبي في المملكة المتحدة لتوثيق العلاقات بين المملكتين.
يشار إلى أن كلمة سمو الأمير أندرو أشادت بجهود جلالة الملك المفدى في مجال التعايش السلمي وكان من أحدثها تدشين مركز جلالة الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان، حيث أكد سموه "أنه يجب علينا جميعاً أن نتعلم من النموذج البحريني للتعايش والسلام، والذي نجح في تقديم تجربة يحتذى بها على مستوى العالم".

كما أكد صاحب السمو أن التعايش والتسامح، بمملكة البحرين ليس هدفاً وانما واقعاً حقيقياً يعيشه الجميع على أرض المملكة، بشكل يومي، وبانسجام تام، كعائلة واحدة، وقال "هي أولى المبادرات على مستوى العالم من قبل جلالة الملك حمد، وهي خطوة أولى وأساسية للوصول إلى العالمية، من خلال مركز الملك حمد للتعايش السلمي".

ونتيجة لذلك، جاءت رسالة الاعتزاز من 7 منظمات حقوقية عربية ودولية، التي أرسلت إلى سفارة مملكة البحرين في المملكة المتحدة وأشادت فيها بزيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى وبجهود جلالته الحقوقية والإنسانية. كما عقدت هذه المنظمات ندوة مهمة ونظمت مرسمًا حقوقيًا في لندن على هامش الزيارة تعبيرا عن ترسخ التعايش والتسامح وأن البحرين تمثل نموذجا له في المنطقة.

وقد أبرزت هذه الرسالة دور جلالة الملك المفدى في حماية وترسيخ حقوق الإنسان في البحرين جنبًا إلى جنب مع جهود المملكة في حماية المجتمع من الإرهاب، لافتة إلى أن استراتيجية الأمن في مواجهة التطرف في البحرين هي واحدة من أكثر الاستراتيجيات نجاحًا بين الحكومات العربية لحماية المواطنين، وخاصة من أجل حماية الأجيال الشابة، من الوقوع في مستنقع التطرف والمنظمات الإرهابية.

وفي إشادة أخرى بجهود مملكة البحرين في مجال التعايش السلمي، أعرب مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، في بيان تزامن مع الزيارة السامية لبريطانيا عن تقديره للمبادرة الملكية بتأسيس مركز الملك حمد للتعايش السلمي، وقال إن المبادرة تعكس الرؤية الحكيمة لجلالة الملك وحرصه على تعزيز قيم السلام والتسامح وكذلك ترسيخ ودعم مكانة البحرين عبر تاريخها في نشر مقومات التعايش السلمي وقبول الآخر وسعيها إلى مد جسور التواصل وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان.

إن هذا النجاح الكبير لزيارة جلالة الملك المفدى هو نتاج جهود جلالته في تدعيم العلاقات الثنائية مع المملكة المتحدة من ناحية ومن ناحية أخرى جهود جلالته العالمية في ترسيخ التسامح والتعايش السلمي وتعزيز حقوق الإنسان والتي جعلت مملكة البحرين محط أنظار وإعجاب العالم الذي ينظر للمملكة كمنارة للتسامح والتعايش وينظر لمبادرات جلالة الملك بتقدير واحترام لدورها في كبح مروجي خطاب الكراهية والعنف وبناء عالم يسوده السلام والأمن والاستقرار والإخاء والرخاء.