العدد 3532
السبت 16 يونيو 2018
banner
إضاءات نحو ريادة وعالمية “كُلية عبدالله بن خالد للدراسات الإسلامية”
السبت 16 يونيو 2018

لفتة كريمة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ذلك التوجيه السامي بتسمية كلية للدراسات الإٍسلامية باسم المغفور له بإذن الله سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة؛ وذلك تقديراً لجهود سموه الكبيرة والعطاءات المباركة التي قدمها في مسيرته الطويلة من حياته، وهو توجيه مبارك ليس غريباً على عاهل البلاد المفدى، ليظل الناس متذكرين علما من أعلام البحرين، ما يعزز الصبغة البحرينية في المدرسة الشرعية الفقهية كامتداد لعلمائها الأجلاء وفقهائها الكرام.

فجهود سمو الشيخ عبدالله بن خالد الرائدة في خدمة الوطن لا تمضي هكذا، بل هي ظاهرة للعيان، وتركت بصمات واضحة في قطاعات مهمة ومراحل مختلفة من تاريخ مملكة البحرين، حيث كرّس رحمه الله حياته لنشر قيم الإسلام الحنيف وله إسهامات مؤثرة في مجالات متنوعة قضائية وتنظيمية وإدارية وإنسانية واجتماعية، فضلاً عن شمائله الفاضلة التي كان بها سموه موضع ثقة وتقدير من مختلف فئات الشعب، وكان مجلسه العامر الذي تشرفت بحضوره نموذجًا في التواصل مع الناس، والحفاوة برواده.

وأتشرف بأن أضع بين يدي جلالة الملك المفدى أيده الله والمعنيين بعض المقترحات والرؤى التي أراها ستسهم بمشيئة الله في تحقيق المزيد من الأهداف النبيلة، ولتأخذ هذه الكلية دورها وتحتل مكانتها بين نظيراتها في مختلف أرجاء العالم الإسلامي.

إنّ أبرز ما نحتاج إليه في الكليات الشرعية بعد التكوين العلمي المعرفي لطلبة العلم الشرعي حتى يكونوا على درجة من التمكن، النظر إلى الجوانب العملية التي تخدم احتياجات المجتمع في المجالات القضائية والشرعية والإدارية والبحثية، لذلك أقترح أن تضم لعمل الكلية الدبلومات المتخصصة، ومن ذلك دبلوم في الإفتاء، إذ نحن بحاجة إلى وجود مفتين في مسائل عصرية وواقعية تستمد من أصالة الشريعة ونصوص الوحيين وتكون على دراية بالواقع، مع الالتزام بضوابط وقواعد الإفتاء، بالإضافة لإعداد دبلوم متخصص في إدارة المساجد، يختص بالمواد التي تعزز رسالة المسجد، وتعين الإمام والخطيب والداعية على أداء المهام المنوطة بهم، وكذلك نحن بحاجة لدبلوم أو ماجستير في القضاء الشرعي. وفي المجال الخيري نحن بحاجة إلى عدد من المتخصصين في مجال الوقف والزكاة، لمواكبة ما حدث بهذين المجالين من تطور معرفي، بالإضافة إلى إصدار مجلة شرعية محكمة للدراسات المتخصصة تبحث في مجالات المعرفة المختلفة، وتوقيع اتفاقيات التعاون من أجل التنسيق والتعاون مع كليات الشريعة في العالم الإسلامي ونقل الخبرات والمعارف، وأن تقوم الكلية بعقد الندوات العلمية العالمية في قضايا واقعية تبحث فيها من أصول ومنطلقات شرعية، وأن يتم فتح المجال لطلبة العلم وناهلي المعرفة من دول العالم للاستفادة من الكلية، وأن تضم الكلية في جنباتها مكتبة غنية ومتنوعة من الكتب، ووثائق تاريخية، وأقترح نقل مكتبة سموه الخاصة إلى مبنى الكلية، ولابد من وضع مناهج معتمدة، وحتى تقوم الكلية بدورها تحتاج لمبنى مستقل تنطلق منه، مجهز بأحدث الوسائل.

هذه المقترحات مهمة لإنجاح هذا المشروع ليتوافق مع مستجدات العصر ومقتضيات الواقع وفق المنظور الشرعي، سائلاً الله عز وجل أن يجعل هذه الكلية شعاع نور يضيء هذا البلد والعالم الإسلامي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .