في كل مرة يأتي المونديال، أشعر بالرغبة الجامحة في تملك الكثير من الأشياء، حتى التي لا تناسب إلا أصحاب الأجساد الرشيقة.

أريد ركل الكرة كما يفعل ميسي ورونالدو وغيرهما من النجوم الساحرين الذين يعرفون كيف يداعبون سيدة الملاعب الخضراء ويشعلون الحماسة في غالبية سكان الكرة الأرضية.

أريد تلفزيون 65 بوصة، إنترنت سريع، معلقين جيدين، فوز البرازيل مقابل خسارة كل منافسيها، وحكما يطلق صفارته عندما أقرر ركلة جزاء أو تسللا أو ضربة ركنية.

أريد متابعة جميع المباريات وكل التحليلات والأخبار، وفي الوقت ذاته أريد ألا يؤثر ذلك على حياتي المهنية والاجتماعية، وحتى عندما استسلم إلى استحالة هذا الأمر، أريد معرفة جميع النتائج تماما كما هو حال رئيس تحرير البلاد الأستاذ مؤنس المردي الذي أذهلتني ثقافته المونديالية، حيث أعلم انه لا يملك الوقت الكافي لمتابعة ما يدور في البطولة بسبب انشغالاته الكثيرة.

سألته مستغربا: من أين لرجل لا يتذكر ماذا أكل بالأمس أن يعرف نتائج المباريات ومواعيدها في المونديال أول بأول؟ أشار بيده وقال: ساعة كأس العالم! أطلعني على ما تحتويه الساعة من إحداثيات ومعلومات شاملة ومباشرة عن مباريات كأس العالم، فقلت له مازحا هذا يعني أنك تخليت عن خدمات رئيس القسم الرياضي ولن تكون بحاجة ليزودك بالمعلومات عن المونديال! ضحك الرئيس، وقال لي هل تريد معرفة بطل المونديال أيضا أم أنك اكتفيت بهذا القدر؟ شكرت الرئيس على معلوماته القيمة واستأذنته لمغادرة مكتبه وكنت أقول في داخلي: تبا، لهذه التكنولوجيا ستفقدني وظيفتي!