العدد 3549
الثلاثاء 03 يوليو 2018
banner
لو كنتُ مشجعا أرجنتينيا!
الثلاثاء 03 يوليو 2018

رفاقي مشجعي منتخب الأرجنتين، يتوجّب علينا التوقف عن انتظار تكرار أسطورة مارادونا في أي لاعب من العجينة الوطنية ابتداء من الآن وصاعدًا، لا أحد على الإطلاق!

لنتحلَّ بالشجاعة ونعترف أن البليسيستي لم يستحق البقاء في البطولة عطفًا على أدائه، وأن المدرب خورخي سامباولي يتحمل المسؤولية الكاملة تقريبًا عن الفشل الذريع في روسيا؛ لأنه توهّم دائمًا أن النجم ليونيل ميسي سيكون قادرًا في كل مرة على إنقاذه.

مدربنا العبقري جعلنا ندفع ثمن أخطائه الفنية المكلفة، وعدم ثباته على التشكيلة في 4 مباريات في المونديال، وكان أسلوبه المتردد والمرتبك سببًا رئيسًا في تدهور مستويات المنتخب الوطني في هذه البطولة التي شارك فيها، وهو يتصدر قائمة المرشحين لنيل اللقب.

علينا أن نطالب رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم كلاوديو تابيا بإقالة سامباولي حتى وإن تقدّم هذا الأخير بالاستقالة، وإذا لم يحدث ذلك، فعلينا مطالبة تابيا نفسه بالرحيل؛ لأنه ببساطة شديدة لا يستشعر آلامنا.

أما اللاعبون، فعلينا أن نحيي روح الشجاعة في من حاول أن يدافع عن القميص الوطني بالأمانة التي تعاهدنا عليها على مر التاريخ، ومن أخفق منهم في الثبات على هذا النهج، فعليه الرحيل ليفسح شاغرًا أمام لاعبين آخرين ينتظرون الفرصة بفارغ الصبر ليحرثوا البحر من أجل الأزرق الجميل!

لقد خرجت ألمانيا حاملة اللقب على يد كوريا الجنوبية المتواضعة، وكان ذلك تحذيرًا لنا قبل يوم واحد، لكن فريقنا لم يحرك ساكنًا، وبدورهم لم يتأخر الفرنسيون في اقتناص فرصة ضياعنا بشغف كبير، ولولا رأفة القدر لخرجنا من الملعب بهزيمة تدوّي أرجاء المعمورة.

أيها الأرجنتينيون انظروا إلى أعدائنا البرازيليين، إنهم يتقدمون بالحظ إلى دور الثمانية كما تعلمون، ربما يحرزون اللقب ويمحون عارهم في المونديال الماضي، مدربهم قوي الشخصية، ويعرف ماذا يريد، وهذا الأمر مزعج ومقزّز!

علينا يا رفاق أن نعتذر لمارادونا؛ لأننا نعتقد دائمًا أن لاعبًا سيأتي ليمحو صورته الأسطورية الراسخة في وجداننا، وكان آخرهم ميسي الذي لم يفعل في الملعب ما فعله مارادونا في المدرجات!

لقد أثبت مارادونا أنه غيور على منتخب بلاده، وكادت صحته تتعرّض للخطر من فرط انفعاله مع مجريات مباراة منتخبنا المصيرية أمام نيجيريا. أما من يتواجدون في الملعب، فقد كانت أعصابهم باردة كالثلج الأبيض الذي يكسو جبل اكونكاغوا العظيم.

في حب بلادك، لا تكن محايدًا، كن متطرفًا حتى الموت.

تشي جيفارا

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية