العدد 3574
السبت 28 يوليو 2018
banner
إحقاقاً للحق
السبت 28 يوليو 2018

أنا على ثقة بأن بعض القراء الأعزاء قد لا يروق لهم موضوع المقال اليوم، فقد يظنّون أن لي مصلحة شخصية فيما سأطرحه، ولن أستغرب ذلك فقد أصبحت المصالح الشخصية هي التي تطغى على معظم سلوكيات الناس للأسف، وأصبح المديح يُكال ليس بسبب جودة العمل وإتقانه، إنما لتحقيق غاية ذاتية مع الأسف الشديد.

أنا وغيري من كتاب الأعمدة، نحرص على نقل هموم الشارع، على أن يكون ذلك مناسباً للنشر، ويُحقّق المصلحة العامة لا المصالح الخاصّة، وشخصياً، كتبت الكثير من المواضيع التي كنت أجدها مهّمة وتخص الوطن والمجتمع.

جميعنا كمواطنين نعشق ونموت في محبّة هذه الأرض الطيبة وترابها الطاهر، ونوالي حتى النخاع قيادتنا الرشيدة، وأكبر همنا وما نتطلع إليه هو أن نرى وطننا في أوج تألقه سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي بل على جميع الأصعدة، كما أننا دائماً نوجّه النقد البناء للوزارات والهيئات والجهات الحكومية بهدف تصحيح ما يمكن تصحيحه، يدفعنا في ذلك حرصنا الكبير على حقوق المواطنين في الحصول على أفضل الخدمات التي يمكن توفيرها، إلا أنني أرى أنه يتعيّن علينا في الوقت ذاته أن لا ننسى ولا نغفل الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات الحكومية لتقديم خدمات رائعة وذات كفاءة عالية، خصوصا الجهات الخدميّة ذات الصلة المباشرة بالجمهور، ومن تلك الجهات هيئة الكهرباء والماء، هذه الهيئة التي أهديها بالغ شكري وامتناني على ما تقدمه من خدمات منظمة، ولابد هنا من الإشادة بوزير هذه المؤسسة الحكومية، الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا الذي تمكّن بخبرته وكفاءته وإخلاصه من تحويل هيئة الكهرباء والماء إلى كيان أصبح اليوم مضرب المثل في الخدمات المقدمّة والإتقان والجودة وسرعة إنجاز الأعمال والاستجابة بحرفيّة لبلاغات الأعطال.

ما جعلني أكتب ذلك هو تجاربي المتعددة مع قسم طوارئ الكهرباء والماء، ابتداءً بالموظف الذي يتلقى الشكاوى، إلى طريقة التواصل مع صاحب الشكوى وذلك من خلال إرسال رسائل نصيّة، والأهم هو سرعة تصليح العطل.

أذكر أنني في 19 يوليو 2017م، كتبت عن إحدى الجهات الحكومية، وما تعرضت له من سوء معاملة من أحد موظفي تلك الجهة، وكتبت بأن ذلك غير مقبول البتة ولم أذكر بطبيعة الحال اسم تلك الجهة، حيث فوجئت في اليوم التالي باتصال من الأخ المهندس عدنان فخرو، نائب الرئيس التنفيذي للتوزيعات وخدمات المشتركين بهيئة الكهرباء والماء يستوضح مني عمّا إذا كنت أقصد الهيئة بمقالي، مؤكداً أن الهيئة ستتخذ إجراءات صارمة في حال كان الموظف أحد منتسبيها.

تصوروا أن هذا المسؤول الرفيع سعى وبادر بالاتصال وإبداء الاهتمام بالموضوع رغم أنني لم ألمح حتى مجرد تلميح إلى الجهة المعنيّة.

ما هو تقييمكم أعزائي لمثل هذا التصرف الراقي من مسؤول غايّة في الرقّي هو الأخ عدنان، والذي يؤكّد ما سبق أن أشرت إليه بأن الوزير المعني نجح تماماً في خلق فريق متجانس زرع في أعضائه روح العمل الجماعي الاحترافي الراقي، ولا شك في أن القائد الواعي يلعب دوراً محورياً ورئيسياً في خلق تلك الروح، فهنيئاً لنا جميعاً وجود هذه الهيئة التي استطاعت تحويل العمل التقليدي البيروقراطي إلى مؤسسة احترافية يشار إليها بالبنان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .