صار من سابع المستحيلات على النظام الديني المتطرف في إيران أن يتخلص من كابوس جريمته البشعة التي ارتكبها في صيف عام 1988، بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، رغم أنه بذل أقصى ما في وسعه من أجل ذلك، لكن مشكلة هذا النظام أنه لا يعرف ماذا يعني الاصطدام بتنظيم ثوري منبثق من أعماق معاناة الشعب ويناضل من أجل المحرومين والمستعبدين، لذلك لا يشعر بالراحة والطمأنينة مع وجود مناضلين لا يكلون ولا يملون.

نظام الملالي وبعد انتفاضة 28 كانون الأول 2017، التي شملت 144 مدينة إيرانية ومازالت مستمرة بصورة احتجاجات شعبية متواصلة، تأكد أن نهايته باتت قريبة جدا لو لم يتدارك نفسه سريعا، لذلك صار يسعى للعمل من أجل تخويف بلدان المنطقة والعالم بأن سقوطه سينقلب كارثة ووبالا على العالم كله، وأن بقاءه واستمراره خير لهم، وهو بذلك يسعى من أجل التشكيك بالمقاومة الإيرانية التي تعد البديل الديمقراطي القائم له، والإيحاء بأنها لا تستطيع الإمساك بزمام الأمور بعد سقوطه، في وقت أثبتت فيه المقاومة عكس ذلك بصورة مستمرة، وأن عقدها الملتقى الكبير والتجمع السنوي العام وقيادتها الانتفاضة، يعتبر بمثابة دليل عملي واقعي على أنها تمتلك كل مقومات ومؤهلات إدارة نظام سياسي يعبر عن آمال وطموحات الشعب الإيراني.

الملتقى الدولي الذي أقيم في 20 عاصمة ومدينة رئيسية في بلدان أوروبا وأميركا الشمالية، والذي كانت سمات الانتفاضات الشعبية في إيران وجذورها وآفاقها، موضوع المناقشات الأساسية لـ “الذكرى الثلاثين لمجزرة 30 ألف سجين سياسي في إيران - جذور الانتفاضات الشعبية وآفاقها”، حيث بادر بها أبناء الجاليات الإيرانية وأنصار المقاومة في أنحاء أوروبا وكذلك أميركا الشمالية بشكل حي وعلى الهواء مباشرة في تواصل مع بعضهم بطريقة مبتكرة ومتفاعلة بما يؤكد ويثبت استحالة تحجيم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية، خصوصا عندما تكون المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق هي من تمسك بزمام الأمور وتقود الاحتجاجات الشعبية ضد النظام.

هكذا ملتقى والطريقة والأسلوب التنظيمي رفيع المستوى، يدل على أن إيران لا يمكن أبدا أن تكون كسوريا، والأيام ستثبت كيف أن المقاومة الإيرانية ستسيطر على الأوضاع بسهولة بالغة جدا لأنها باختصار نابعة ومنبثقة من الشعب وتعمل وتناضل من أجله، لذلك فإنها تحظى بثقته الكاملة. “الحوار”.