+A
A-

فيلم “ولدي” يتسائل عن سبب مغادرة الشباب لسوريا والالتحاق بالجماعات الإرهابية

من الافلام العربية الجميلة التي عرضت مؤخرا ضمن عروض مهرجان الجونة السينمائي المقام حاليا في منطقة الجونة الجميلة فيلم “ولدي”  التونسي والذي يتناول قصة رجل يتقفى أثر ابنه الذي انتقل للقتال في سوريا، والملل الذي قد يكون عاملا أساسيا للإقدام على هذه الخطوة من دون إصدار أي أحكام، وتتولى MAD Solutions مسؤولية توزيع الفيلم في العالم العربي وهو من تأليف وإخراج محمد بن عطية، وإنتاج شركات نوماديس إيمدج للمنتجة درة بوشوشة ولي فيلم دو فليوف وتانيت فيلم، ويقوم ببطولته محمد ظريف ومنى الماجري وزكريا بن عايد وإيمان الشريف وتايلان منتاس وطارق قبطي.

الفيلم التونسي “ولدي” يطرح سؤالا محوريا هو: لماذا يلتحق الشباب بالجماعات الإرهابية في سوريا رغم غياب مظاهر الفقر والخصاصة وعدم ارتباطهم، ومحيطهم، بالجماعات التكفيرية؟ و الإجابة في البحث في هذا السؤال من زوايا مختلفة، حيث يبدأ الفيلم بوتيرة بطيئة عن الزوجين رياض و”نازلي” (منى الماجري) اللذين يعيشان حياة مغلقة محورها ابنهما الوحيد سامي، الذي يستعد لاجتياز امتحان الثانوية، الأب يعمل سائق رافعة في ميناء بحري بتونس العاصمة، لا حياة سوى ما يتعلق بسامي؛ مرافقته إلى الطبيب لعلاجه من الصداع النصفي الذي يشكو منه، علاوة على زيارة طبيب نفسي لمساعدة الابن على تجاوز الضغط النفسي قبل اجتياز امتحان الباكالوريا، وأيضا تكفل الأب بنقل سامي إلى المعهد وإلى حفل أصدقائه وانتظاره للعودة إلى المنزل، والأم تتنقل باستمرار إلى الشمال الغربي للبلاد كمدرسة، حياة هادئة أو مملة دون مفاجآت!

دون مقدمات يغادر سامي البيت تاركا رسالة وجيزة: لقد سافرت إلى سوريا، وتبدأ عملية بخث الاب عن الابن فيقرر الأب بيع سيارته للسفر إلى تركيا ومنها إلى سوريا بمساعدة عمال الفندق هناك للوصول الى الحدود السورية في فنتازيا من عقله. مخرج الفيلم يفسر سبب مغادرة الشباب سوريا والالتحاق بالجماعات الإرهابية في سوريا والتي تتلخص في الفقر والتهميش، رغم الاهتمام والرعاية التي يجدها من والديه، وغياب مظاهر الفقر عنهما وعدم صلته بالمتشددين دينيا.

“ولدى» هو ثانى الأفلام الروائية الطويلة للمخرج محمد بن عطية، بعد فيلم «نحبك هادى» الفائز بجائزة أفضل أول فيلم طويل وجائزة الدب الفضى للممثل مجد مستورة فى مهرجان برلين السينمائى الدولى. العرض العالمي الأول للفيلم كان في الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائي الدولي ضمن برنامج نصف شهر المخرجين، وفاز محمد بن عطية بجائزة أفضل أول فيلم طويل في مهرجان برلين في العام 2016 عن “نحبك هادي”، وهي قصة حب وتحرّر غداة الثورة التونسية،

تمكين المرأة من خلال السينما

ضمن فعاليات المهرجان ايضا اقيمت مائدة حوار حول تمكين المرأة من خلال السينما، أدارتها المنتجة التونسية درة بوشوشة، وبمشاركة كل من آلي دركس، والمخرجة ريم صالح، والمونتيرة بينا بول، ورئيس المجلس القومي للمرأة مايا مرسي، ومي عبد العظيم مؤسس مجلة What women want. وبدأت الندوة حول دور النساء في صناعة السينما ليس فقط من خلال التمثيل ولكن في التصوير والإنتاج والإخراج وغيرها من أشياء أخرى داخل الصناعة.

وقالت مايا مرسى إنها ليست ضد وجود كوتة المرأة في كل شيء، على عكس البعض، موضحة: "أنا دائما ادعم الكوتة، لولاها لم نكن لنرى نساء في البرلمان"، وأكدت أن نسبة الأفلام التي تتحدث عن قصص النساء زادت بنسبة 23%، وتمنت مضاعفة هذا الرقم، واعتبرتها مسالة تستدعي أن يفتخر بها النساء، ولم تكن لتحقق إذا لم يتم المطالبة بها، ووجهت حديثها للصانعات قائلة: "ابتسمن أنتن من ترسمن المستقبل، وضربت مثالاُ في مهرجان الجونة السينمائي وهي وجود تاء مربوطة تقدم دورها على أكمل وجه وبشكل مميز وهي بشرى، التي تواصلت معنا، ونأمل لوجود كثيرات مثلها".

أما مي عبد العظيم، مؤسس مجلة What Women Want، روت أن الفنانة سلمى حايك تعرضت للتنمر عند تقديمها لأحد أفلامها، والذي تم رفضه، وهددها بعض الصناع بأنه لن يتم عرضه على شاشة السينما، لكنها حاربت وأصرت على تحقيق حلمها وهدفها، ونجحت في ذلك.

كما كشفت المخرجة ريم صالح، تعرضها أيضا للتنمر عند استعدادها لتقديم فيلمها، وعاشت بسببه أوقاتا صعبة.

كما أَضافت ريم صالح أنه تم انتقادها بسبب فيلمها "الجمعية" الذي قامت من خلاله بسرد قصة حقيقية من منظور امرأة مؤكدة أننا لا نحتاج أن نبرر هذا، ويجب أن نحكم بموضوعية على أعمالنا الفنية.