إلى الملك الإنسان، ملك الحب والرحمة، ملك الجلال لجلال الْمُلْك، لمن حفر اسمه على جبين الشمس علياء، وآفاقا وسماوات. تبقى العظيم، تبْرا يجّمل تبْنا يحيله إكسيرا. ومتى التفت الأهرامات لحصى عزلاء على النيل تستعذب منحدرا، فكثير عليها معرفة نور الشمس ساطعة تغازل هامة الأهرامات، ملتحفة بالسماء.

هذا المقال بين يديك، اقبْله مني نيابة عن كل محبيك، موشى ببعض أبيات من قصيدة كتبتها فيك حبا. هو النثر جمال فيك والشعر أجمل!

اسمك تاج وفوق الشمس موضعه. اسمك نور وعلى وجه القمر موقعه. اسمك نجم وعلى محيا السماء تلألؤه. اسمك إكليل وعلى الحدائق ربيعه. فالحاء حمد، والميم ملاك والدال دوح. أيها القادم من التاريخ إشراقة صباح، تبلسم جرحا، تعزف صفحا، ترسم مُزنا، تنغم لحنا تبسم شمسا.

ينداح بين عينيك الأمل، وتلوح بين شواطئ محياك نوارس، وترقص بين يديك حدائق سنديان. بوركت وبورك اسمك الوافر لؤلؤ ومرجان. حمد ومن الحمد جاء، حمد والاسم قناديل تشع ضياء، حمد والاسم طيب وبلسم من كل داء. حمد وفي عينيك تراتيل وصوت دعاء. حمد والاسم يكتب بوجه السماء. حمد ومذ جئت اعتلت بسمة يتيم، وضاء محراب وتنور قداس.

قرابين هي البحرين فداء لك، ولاسمك الموشى تبرا وألماسا. هم العظماء يكبرون على جهل الجاهل، وتسلل المغرض ليسرق عرسا ويصنع نزفا، ليقتل أملا، ويخرب سعدا.

حاول أعداء البحرين في شتى أقطار الأرض للنيل من اسمك لما يربو من عشرين عاما، لكنهم هزهم أن اسمك يكتب على مستشفى، يرسم على مركز حوار أديان وثقافات، يوشى على كرسي جامعي للتسامح، يخط على جغرافية مدينة تأوي مواطنين، وفوق كل ذلك يتلألأ اسمك عنوان حك وملك ، وشعب، فهرولوا إلى عجز العاجز. فمن كان يكتب اسمه بين النجوم لا يضيره حماقة عاجز. إلا الحماقة أعيت من يداويها، وكثير من عظماء التاريخ حوربوا بصور مختلفة أشد وضاعة، وهبوطا، لكن بقي ذكرهم خالدا؛ لأنهم سجلوا أسماءهم في صفحات التاريخ جمال مواقف، وإنسانية ضمير، وعشق مبادئ.

الكبار ينشغلون بالكبار، ورمية جاهل أحمق لا تعكس محبة وولاء مئات الآلاف من العقلاء، وهنا نزف لك كل الحب، وكل الوفاء، وكل الولاء، يرخص اسمنا أمام اسمك، وتتكون قلوبنا سياجا لقلبك، يرخص لك الغالي أيها الذهب الغالي، واللُجيْن الصافي، والمقام العالي.

أبا سلمان، لك القوافي، لك الشعر، لك الأدب، لك الحب، أيها الملك الإنسان، قلبك كبير، واحتياط صبرك أكبر، وأنت الملك العظيم، فتقبل مني أبيات شعر، نسجتها حروفي، وهي تمثل قلوب شعبك بكل ألوانهم ومذاهبهم، تدلل على حبنا لك وولائها لك، وإيمانا بك، أبيات من قصيدة طويلة، لا تفي جمال محياك وخلقك، يا أجمل الملوك، اسما ومحيا وخلْقا وخُلقا، لكنها تنضح ولاءً.

هَذِي هِيَ البَحرَينُ تَرسِمُ لَوحَةً لِلسَّائِرِينَ عَلَى الخُطَى تَتَرسَّمُ

حَمَدٌ وَهَذَا الاسمُ سِرُّ جَمَالِهَا وَعَلَى خُطَى الاسمِ الجَمِيلِ تَرَنُّمُ

حَمَدٌ وَتِلْكَ جُرَاحُنَا لَا تَنتَهِي إِلَّا بِنَارِ العِشقِ سَاعَةَ تُضرَمُ

بِفَمِي جَمَالُ المُفرَدَاتِ وَفِي يَدِي هَذَا اليَرَاعُ وَفِي فُؤَادِي البَلسَمُ

لَن أُوقِفَ النَّزفَ الطَّويلَ بِأحرُفٍ مَادَامَ فِي قَلبِي الجُرَاحُ تُدَمدِمُ

إِن قِيلَ عَطفٌ فِي المُلُوكِ فَإنَّمَا عَطفُ المُلُوكِ سَمَاحَةٌ وَتَرَحُّمُ

أَو قِيلَ مَن يَعلُو بِرَحمَةِ قَلبِهِ قُلْنَا جَلَالَتَهُ الأَرَقُّ الأَرْحَمُ