غاب عن بال المرشحين النيابيين، التي تشير لغة الأرقام إلى أنهم في تصاعد صاروخي (هم وتصاريحهم)، لموضوع يشغل بال واهتمامات المواطن كأولوية، هو “البحرنة”.

ولا أعني هنا، أن يدلو المترشح برأيه بشكل إنشائي، عبر تصريح صحافي، أو “بوست” ينشره بحسابه على “الإنستغرام”، بقدر أن يقدم فكرًا، وحلولًا، ورؤى، توضّح اهتمامه الحقيقي، وجديته، ونظرته المتعمقة والمستقبلية لهذا الملف المتآكل، الذي لم يأخذ حيزه من النجاح المنشود، حتى اللحظة.

ويتخبّط يوميًّا، الكثير من الخريجين، والعاطلين عن العمل، ما بين أروقة إدارات التوظيف بالوزارات والجهات الحكومية، ومكاتب النواب، والشركات، نتاجها انتظار مزمن وموحش، الباحث عن وظيفة، من يدفع ضريبته.

هنالك استحياء غير مفهوم، في الإشارة لملف “البحرنة”، وفي الدعوة لإنجاحه، وكشف نتائجه الدورية للرأي العام، استحياء يقابله قضم نهم للأجانب، لكل وظيفة تتوفر، مهما صغر شأنها، أو ارتفع، وبطريق وصول يخلو من العثرات.

بدورنا، لن نتوقف عن الدعوة لتفعيل “البحرنة” كواقع ملموس، بل سنكتب وسنستمر في الكتابة عن ذلك، وعن كل الممارسات السوداوية التي نرصدها وتصل إلينا، من مختلف الجهات، التي لا “تحشم” ابن البلد، ولا تولي له أي أهمية.

إن أكثر من ينتقد توظيف الأجانب في البلد، هو أول من يسعى لذلك، ولكن من خلف الأبواب الموصدة، أعذارهم هشّة وواهية، أولها غياب الالتزام والكفاءة للبحرينيين، وهو ليس بالأمر الصحيح.