+A
A-

تفعيل طاقات رائدات وسيدات الأعمال

أكد المشاركون في ندوة "دور المرأة في تعزيز التعاون الاقتصادي البحريني السعودي" أهمية تفعيل دور رائدات وسيدات الأعمال البحرينيات ونظيراتهن السعوديات في زيادة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين الذي يبلغ سنويا نحو 10 مليارات دولار، وبما ينسجم مع رؤية 2030 لدى البلدين، ويواكب تعزيز هذا التعاون مع ترقب مشاريع كبرى قادمة مثل جسر الملك حمد.

ودعا المشاركون رائدات وسيدات الأعمال لدى الجانبين للاستفادة من فرص النمو الهائلة أمامهن في قطاعات مثل التدريب، والفرنشايز، والسياحة والضيافة، إضافة إلى القطاعات الاقتصادية التقليدية كالأزياء والأكل والصحة والتجميل.

وشددوا على أن الفرص التجارية متاحة أمام المرأة البحرينية ونظيرتها السعودية بشكل متساوي مع الرجل، لافتين إلى أهمية مبادرة المرأة نفسها للاستفادة من هذه الفرص، وقالوا إن مبادرات من قبيل إنشاء خطوط طيران رخيص التكلفة بين المنامة والرياض، وزيادة الترويج للبحرين في السعودية، من شأنه أن يعزز فرص تبادل الاستثمارات بين البلدين، ويعكس إيجابا على رجال وسيدات الأعمال على حد سواء.

ولفت المشاركون إلى أن رائدات وسيدات الأعمال شريك أساسي في تحقيق مساعي البحرين والسعودية إلى تحقيق التنمية الوطنية المستدامة، وتنويع مصادر الدخل الوطني بعيدا عن النفط، وتنشيط القطاع الخاص، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما يعزز من قدرتها على التصدير والتوظيف.

الخبير الاقتصادي ورئيس جمعية ألواني البحرين عمار عواجي قال إن المضي قدما في تطوير التعاون الاقتصادي مع السعودية، الشريك التجاري الأول للبحرين، يتطلب تفعيلا أكثر لدور رائدات وسيدات الأعمال في كل من البلدين الشقيقين.

وتابع عواجي في كلمة له خلال افتتاح الندوة "نحن اليوم نبحث عن تعزيز حضور المرأة في النشاط الاقتصادي المتنامي بين البلدين، وكيف يمكن للمرأة أن تأخذ دورا أساسيا وربما قياديا في ذلك"، مشددا في الوقت ذاته على أهمية الدعم الذي تحظى به المرأة البحرينية من مؤسسات المجلس الأعلى للمرأة، وصندوق العمل "تمكين".

وأشار عواجي إلى أن جمعية ألواني البحرين، المعنية بتمكين المرأة اقتصاديا، وتوفير ظروف استقلالها المادي، تجد أن هذه الندوة مهمة جدا في استكشاف فرص عمل وتنمية أمام المرأة البحرينية في السوق السعودي، جنبا إلى جنب مع بحث أفق استفادة المرأة السعودية من الفرص والإمكانيات لدى البحرين، وقال "نحن نؤمن أن الشراكة يجب أن تكون مثمرة ومفيدة للطرفين حتى تستمر وتنمو وتثمر".

وكشف أن الجمعية ستعمل على صياغة التوصيات المهمة التي خرجت بها الندوة وتقديمها على شكل خارطة طريق يمكن للسادة المسؤولين والمعنيين في كل من البحرين والسعودية بغية الاستفادة منها في تحقيق الهدف الذي ننشده جمعيا، وهو تعزيز قدرات المرأة ورفع مساهمتها في مسيرة تنمية وازدهار وطنها.

من جانبها أكدت السيدة إشراق محمد عبيد رئيس قسم الشؤون الاقتصادية في السفارة السعودية لدى البحرين أن المملكة العربية السعودية تؤمن بدور المرأة وتعدها عنصرا مهما من عناصر قوة المجتمع، حيث سعت إلى تمكنيها اجتماعيات وسياسيا واقتصاديا، ووفرت لها مناخا آمنا وقدمت لها الخدمات التي تسهل عليها القيام بواجباتها، وأوضحت أن السعودية تنفيذ الآن خططا في مجال إعادة الهيكلة وتنفيذ سياسيات التوطين الأمثل لسوقة العمل، وتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل والاستغناء التدريجي عن العاملة الوافدة، وساهم ذلك في رغبة العنصر النسائي في إثبات الوجود على الساحة.

وأشارت عبيد في كلمة لها خلال الندوة إلى أنه مما لا شك فيه أن السماح للمرأة بقيادة السيارة يساهم بشكل كبير وملموس في تعزيز وزيادة دورها في التعاون الاقتصادي بين السعودية والبحرين لناحية قدرتها على التنقل، واطلاعها على أبرز الأنشطة التجارية في البلدين عبر عدة قنوات من أبرزها الملتقيات الاقتصادية والندوات ولقاءات الغرف التجارية بالبلدين.

وأوضحت أن سفارة الملكة العربية السعودية في البحرين تهتم بتشجيع بتقديم التسهيلات لعقد لقاءات وملتقيات لسيدات الأعمال السعوديات والبحرينيات لتبادل الخبرات ومعرفة فرص العمل المتاحة، وتسهيل مشاركة القطاع الخاص في المعارض التجارية بين البلدين، وتعزيز التعاون في مجال التدريب وتبادل الخبرات والاستفادة من البرامج التدريبية التي تنظمها الغرف والمؤسسات ذات العلاقة، وتشجيع على التعاون بين الغرفة التجارية في البلدين بهدف استكشاف الفرص التجارية ولسيدات ورائدات الأعمال.

وفي هذا الإطار أكدت السيدة عبيد حرصها على التنسيق مع جمعية ألواني البحرين من أجل ترتيب مشاركة رائدات وسيدات الأعمال البحرينيات في المعرض السعودي الدولي للإمتياز التجاري، وذلك خلال الفترة من 4 إلى 6/ فبراير 2019م في مدينة الرياض، لافتة إلى أن هذا الحدث يعتبر منصة الأعمال الأهم في المملكة العربية السعودية والخليج العربي لأصحاب حقوق الامتياز التجاري الراغبين في النمو محلياً وإقليمياً وعالمياً في السوق السعودي.

هذا وقد تحدث في ندوة "دور المرأة في تعزيز التعاون الاقتصادي البحريني السعودي" كل من سيدة الأعمال السعودية جميلة الشمري، ونظيرتها البحرينية هدى جناحي، فيما أدار الندوة رائد الأعمال البحريني خليل القاهري، وقد أقيمت الندوة بدعم من صندوق العمل "تمكين".