العدد 3700
السبت 01 ديسمبر 2018
banner
يوم الشهيد: فخر الوطن ومجده
السبت 01 ديسمبر 2018

“الأمم العظيمة تبنى بالتضحيات وصادق الانتماء”، هذه العبارة القصيرة التي قالها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ تحوي معان عميقة وتضع الأساس الصحيح لبناء الأمم والحضارات، وتكشف المعنى الحقيقي للتضحية والفداء الذي يقدمه الشهداء لأوطانهم، فالشهادة ليست فقط إسهاماً كبيراً في تحقيق انتصار عسكري، والدفاع عن مبادئ الحق والانتصار للمظلوم وإغاثة المستغيثين، لكنها القاعدة المتينة التي تبنى عليها الحضارات والأمم.

هذه العبارة العميقة تربط أيضاً برباط قوي بين التضحية وصدق الانتماء، فهما وجهان لعملة واحدة، وهما أساس بناء الأمم العظيمة، فهكذا يخبرنا التاريخ، فلولا تضحيات الشهداء في كل أمة من الأمم ما ارتقت الحضارات على مر العصور، قديمها وحديثها.

وبالتالي فإن أية أمة متحضرة تقّدر أبناءها، تخّلد شهداءها، وترى فيهم مشاعل النور وبيارق النصر، وأيقونات الأمل، وهذا هو حال شهداء أغلى الأوطان، شهداء الإمارات، في يوم ذكراهم، الذي نحتفي فيه جميعاً ببطولات ومآثر الشهداء الأبرار، ونستذكر بكل فخر واعتزاز بطولات كتبوها بدمائهم في تاريخ دولتنا ومنطقتنا، فهؤلاء الخالدون، ضحوا بأغلى ما يمتلك الإنسان، حياته، كي يرفع راية وطنه عالية خفاقة، وكي يفي بما وعد، ويسجل بأحرف من نور اسمه في صفحات كتاب وطن لا يبخل على أبنائه بأي شيء، فكيف يبخل من ارتقى لأعلى مراتب الوفاء والولاء والانتماء؟ الشهداء قلب الوطن، فهم “عظم رقبة” كما وصفهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عظم رقبة لقيادة تصل الليل بالنهار وتعمل بلا كلل من أجل إسعاد شعب يبادلها وفاء بوفاء وحباً بحب.

الاحتفاء بيوم الشهيد لا يقتصر على استدعاء ذكريات البطولة والمجد، بل هو بالأساس محطة زمنية متكررة لغرس قيم الولاء والانتماء للوطن والقيادة في نفوس أجيالنا الجديدة، ليدركوا أن شهداءنا الأبرار الذين غادروا بأجسادهم، ستبقى أرواحهم الطاهرة في قلوب جميع أبناء هذا الوطن، وستبقى تضحياتهم رمزاً للعزة والشموخ والكرامة والشجاعة، وستبقى كذلك علامة مضيئة في تاريخ دولتنا وقواتنا المسلحة الباسلة، كما ستبقى من أهم روابط العلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين الإماراتي واليمني، فدماء أبناء الإمارات التي سالت على أرض اليمن الشقيق ستظل تروي قصص البطولة في الدفاع عن الأشقاء، وكيف بذل أبطالنا دماءهم دفاعاً عن المبادئ والقيم والثوابت الأخلاقية والإنسانية التي غرسها الآباء المؤسسون، الذين غرسوا في أبناء شعبنا الغالي حب الوطن، وعلمونا أن قواتنا المسلحة كانت، وستبقى دائماً بإذن الله، مصدر الفخر ودرع الوطن وسيفه، الذي يحمي مكتسبات اتحادنا المبارك، ويصون أمننا ويدافع عن استقرارنا في مواجهة أطماع الطامعين وأحقاد الحاقدين ومؤامرات المتآمرين. “إيلاف”.

 

يوم الشهيد مناسبة وطنية غالية، ليست كأية مناسبة، وما يضاعف الإحساس بعمقها ورمزيتها الوطنية، أنها تتلازم زمنياً مع احتفالات اليوم الوطني، حيث يعيش الوطن طوفانا من المشاعر الوطنية التي تعم كل أرجاء الإمارات، وإذا كانت للشهيد مرتبة عليا عند الله عز وجل، فله أيضاً مكانة عليا في نفوس أبناء شعبه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية