في تاريخ الدول تواريخ لا تنسى، وفي مسيرة الشعوب أيام خالدة، إذ تظل باقية في ذاكرتها محفورة في وعيها، راسخة في إدراكها مهما تغيرت الأزمنة، فهي أيام غير عادية تحمل معها أحداثا مفصلية تختلف عما قبلها، وترتب عليها نتائج استثنائية مؤثرة في رسم الحاضر الزاهر والمستقبل المشرق.

وها هي بلادنا تعيش وتحتفل بذكرى اليوم الوطني لمملكة البحرين، والذكرى التاسعة عشرة لتولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مقاليد الحكم، في ظل تطورات سعيدة وأجواء مفعمة بالوطنية، إذ تم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة؛ ليواصل إسهاماته العظيمة في بناء ونهضة الوطن، وبعد النجاح الباهر للانتخابات البرلمانية والبلدية وما شهدته من حماس وطني وإقبال غير مسبوق على التصويت في برهان جديد على زيادة الوعي بأهمية المشاركة في صنع المستقبل، واختيار كفاءات برلمانية قادرة على أداء رسالتها.

تتزامن احتفالاتنا مع بشائر بالمزيد من الخير والنماء والتي بشر بها عاهل البلاد المفدى في كلمته بافتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الخامس، والتي عززت ثقة الشعب في قدرة البلاد على تجاوز التحديات المختلفة ومواصلة الإنجازات؛ لتكون الأعوام المقبلة جديدة من الذهب والتتويج في ميادين العمل كافة وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية؛ لتظل مملكة البحرين نموذجًا ملهمًا في التنمية الشاملة والإصلاح الواعي الذي يتلاءم مع مجتمعه ويحقق طموحات أبنائه ويتفاعل بإيجابية مع بيئته.

إننا، وفي غمرة أفراحنا وسعادتنا بأعيادنا الوطنية نوقن بأن مسيرة العطاء والبناء مستمرة وأن المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد المفدى والذي شكل دعامة أساسية لكل مشاريع التطور والنهضة في المملكة لن تتوقف عطاءاته في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم، وإلى شعب البحرين الوفي، سائلين الله تعالى أن يديم على مملكتنا الأفراح والأعياد.