العدد 3722
الأحد 23 ديسمبر 2018
banner
تجربة رياض الأطفال
الأحد 23 ديسمبر 2018

لن أخفي خيبة أملي الكبيرة تجاه رياض الأطفال في مملكتنا، فمع توجه معظم الأهالي نحو التعليم الخاص باتت رياض الأطفال مهمة بل أساسية، خصوصا أن معظم المدارس لا تقبل المتقدمين دون أن يكونوا قد أمضوا سنة على الأقل في إحدى رياض الأطفال قبل أن ينتظموا لدخول السنتين التمهيديتين ما قبل المرحلة الابتدائية، وعليه فإن الإقبال الغفير تجده مترجما بقبول أو رفض طلب انتظام ابنك أو ابنتك في هذه الروضة، و لا يخلو الأمر من حس الفكاهة عندما تجد طفلك الذي لم يتجاوز سنته الثالثة أو الثانية مقبولا لكن على قائمة الانتظار!

ورغم تحمل العديد من الأسر أعباء ومصاريف رياض الأطفال التي تصل في كثير من الأحيان إلى 700 دينار أو أكثر للطفل الواحد في الفصل الواحد (السنة الدراسية في أغلب الروضات تنقسم إلى ٣ فصول دراسية أي أن تكلفة الطفل الواحد تصل إلى ما يزيد عن ألفي دينار في السنة الواحدة)، في سبيل الحصول على نتائج مبهرة تتمثل في إتقان الطفل اللغة الإنجليزية وتعليمه أبجديات الحروف والأرقام وهو ما يتطلب قضاء وقت ممتع وخاص بين الطفل وبيته الجديد المتمثل في الروضة، تجد أن معظم الرياض في بداية كل فصل ما يقارب الشهر الأول برمته تقبل الطفل من الساعة الثامنة حتى العاشرة والنصف وهو ما يعني ساعتين ونصف الساعة فقط، فيصبح قبول الطفل في الروضة عبئا جامحا على الأسر التي يعمل الوالدان فيها في دوام من الصعب الخروج منه يوميا لتوصيل الأطفال وحتى عند الانتظام التام فإن معظم الرياض لا تستمر سوى إلى الثانية عشرة ظهرا، ما يعني استمرار معاناة الأسر في إيصال الأطفال إلى المنازل، وقلة من هذه الروضات تقبل الطفل إلى ما بعد انتهاء دوام الأب لكن بمقابل مادي كبير يضاف إلى قائمة الأعضاء، ولا يقف الأمر عند ذلك فهناك عدد كبير من المستلزمات التي يتم طلبها من أولياء الأمور لبعض الفعاليات الترفيهية داخل الفصل وهو ما يتطلب رسوما إضافية، متناسين المبلغ الكبير الذي تم دفعه في بداية الفصل.

والمحصلة في ما يتم تعلمه غير مرضية فمعظم الأطفال يتعلم أقل القليل قياسا بما يدور بمخيلة الآباء، وبما يتم دفعه.

ومضة:

في الدول المتقدمة كالسويد واليابان لا يتقدم لوظيفة مربي رياض أطفال سوى حملة الشهادات العليا وبعد فترات من التدريب والدراسة التي تؤهلهم للتعامل مع أطياف مختلفة من أطفال يعيشون في ظروف مختلفة وبمهارات عالية وهو أمر وجب الانتباه إليه، فلا يكفي أن يتحدث الشخص الإنجليزية ليكون ذلك معيارا لتوظيفه ويصبح مسؤولا عن أبنائنا، فلابد من محاكاة لتجربة النجاح التي تعيشها تلك البلدان، فأول خمس سنوات في حياة كل الأطفال أساس بناء شخصيات سوية قادرة على بناء المجتمع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .