علق الأمل على النواب الجدد، لكن مع الأسف الاندفاع أو الحماس قد يكون ناتجا عن عدم تصديقهم الوصول إلى البرلمان، ما جعل بعضهم يخرج علينا بطلعات و”نطات”، فمنهم من هرول إلى وزير الإسكان يطالب بوحدات سكنية لأهالي دائرته، ثم يتوعد الوزير حال انتهائه من تأدية قسمه، ومنهم من وقف وطالب بآيباد رغم رخص سعره مقارنة بمزايا النائب المادية التي سيحصل عليها، ومنهم من ذهب إلى مجلس من مجالس أهالي البسيتين يدافع عن النائب الذي اقترح وقفة حداد، وآخر يزور أهالي مريض ويتواصل مشكورا مع وزيرة الصحة، وكأنه ناشط اجتماعي، هذا حال بعض النواب الجدد، الله يسعدهم.

الشعب عقد آمالا كبيرة على المجالس النيابية السابقة ومازال يعقد على المجلس الحالي، والذي يحاول البعض أن يصد نظر المواطنين عما جاء من مخالفات في تقرير ديوان الرقابة المالية، وها نحن نقرأ لأحدهم أنه سيحاول دعم الشباب وأن يظهر بقانون يحفظ حقوق الشباب كقانون حقوق الطفل، وغيرهم يحاول أن يداعب مشاعر المواطنين بتأجيل ضريبة القيمة المضافة أو إعفاء ذوي الدخل المحدود، وكلها في الأخير أماني لأنهم تركوا الأهم، ألا وهو المحاسبة العسيرة لما ورد في التقرير، لأن الضائع والسائب من الأموال يقدر بمئات الملايين، هذه الملايين لو جمعت لسدت باب العازة والعوز لدى الدولة والشعب، ولتم الاستغناء عن القيمة المضافة والضرائب، لكن مع الأسف الشديد والأمر المحزن لا ندري لماذا تهاونت المجالس السابقة في المحاسبة، وهذا المجلس لن نتسرع في الحكم عليه، لكن نحكم على البشائر والطلائع التي لا تبشر بل تثير التساؤل عن كيفية سير هذا المجلس، وهل سيكون طرحه كدعايات التلفزيون لترويج وتسجيل إعجاب وتداول “يوتيوب” تمجيد بعض حسابات التواصل الاجتماعي شجاعة أم فلان التي يصورها وكأنها فارس على حصان يصول ويجول في المعركة.

هذا بعض الواقع المرير الذي فجر قلوب المواطنين الذين كانوا يأملون خيرا في نوابهم بأن يقدموا المشورة الصادقة من القلب وأن يمثلوا الشعب أطفال وشبابا وكبارا.

أن يتصدوا للفساد وأن يأتوا باقتراحات مثمرة تفرح قلوب العباد وتدفع البحرين إلى الأمام دولة ناهضة، اقتصادها قوي، وأمنها مستتب ومستقر، هذا ما نتمناه من النواب الجدد الله يسعدهم ويخفف عنهم صدمة الفوز حتى يعودوا إلى ثباتهم ويتذكروا أنهم تحت قبة البرلمان لخدمة الوطن والمواطن مقابل أجر ومزايا سخية تدفع لهم من مال الشعب.

“الضائع والسائب من الأموال يقدر بمئات الملايين، هذه الملايين لو جمعت لسدت باب العازة والعوز لدى الدولة والشعب، ولتم الاستغناء عن القيمة المضافة والضرائب”.