العدد 3741
الجمعة 11 يناير 2019
banner
من نتائج احتلال العراق
الجمعة 11 يناير 2019

في عدد مُميز لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تم تخصيص جميع صفحاتها لموضوع واحد هو الكارثة التي حلت بالأمة العربية بعد العدوان الأميركي والبريطاني والصهيوني والإيراني على العراق واحتلاله في 2003م.

أولى النتائج التي ذكرتها الصحيفة جراء هذا العدوان هو تدمير الدولة العراقية أرضًا وقيادةً وشعبًا، فكرًا وحضارة وثقافة، تدميرًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وجاء على اثره تقسيم العراق إلى طوائف ومذاهب وأعراق، وأصبح نموذجًا لتقسيم السودان إلى شمالي وجنوبي، ومشروعًا لتقسيم سوريا وليبيا وإهداء ما تبقى من فلسطين للصهاينة، وأوردت الصحيفة خسائر هذا العدوان (1.455.590) قتيلًا عراقيًا، (4801) أميركيًا، (3487) من الحُلفاء الآخرين، وتكلف العدوان (ترليون و705 مليارات و856 مليون دولار).

نتيجة ثانية تمثلت في نشأة وترعرع المُنظمات الإرهابية المتأسلمة التي تعددت أسماؤها واتفقت أهدافها على تدمير الأمة العربية وقتل شعبها وتشريده من أرضه التي جعلت ساحةً لصراعاتها الميدانية، فراحت ضحية تلك الصراعات أعداد كثيرة من العرب قتلى وجرحى، وأصبح الكثير منهم لاجئًا في الأقطار العربية والدول الغربية وفي مخيمات تفتقر إلى أبسط الاحتياجات الإنسانية.

وتمثلت النتيجة الثالثة في أحداث الربيع العربي التي بلغت خسائرها العربية (830) مليار دولار بجانب ما حدث من دمار بنيوي وما وصلت إليه الحالة العربية من التردي والتخلف والعودة إلى عصر ما قبل النهضة في وقت تتنافس فيه الأمم الغربية والآسيوية غير العربية نحو النماء والرخاء.

وبعد 16 عامًا من احتلال العراق وسنوات من أحداث الربيع العربي مازال التدمير عربيًا مُستمرًا على أيدِ عربية باسم الدين والديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق وسوريا، اليمن وليبيا، وفي أقطار عربية أخرى، وبتوجيه ودعم إقليمي وغربي وشرقي، والقاتل والمقتول هو العربي المُدَمَرةَ أرضه والمنهوبة ثرواته والمُكْتسِب من ذلك تجار الحروب وأسلحتها التي تباع للعرب.

وفي كل عامٍ جديد يأتي، نقول ونتمنى بأن يكون هذا العام أفضل من غيره، ونتمنى أن يكون في الأفق مُستقبل عربي مُضيء مُبشر بالتفاؤل والخير، فأرضنا مُلتهبة وجروحنا نازفة وشعبنا العربي مُدمَر وطنيًا وقوميًا، دينيًا ومذهبيًا وإنسانيًا.

أصبح العربي لاجئًا في أرضه وغريبًا في أمته وفقيرًا بما تملك أقطاره من ثروات، وأعداؤنا فرحون بحالنا الذي يسير من سيءٍ إلى أسوأ!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية