+A
A-

وزير الخارجية لـ"البلاد": 4 سفارات جديدة خلال العام الحالي

كشف وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ، في تصريحات لـ " البلاد " ان وزارة الخارجية وبجهود ودعم جلالة الملك المفدى ، والحكومة الرشيدة حققت انجازات غير مسبوقة ، وحققت الدبلوماسية البحرينية  ومنذ أنطلاق مسيرتها المباركة ولحد الان حضورا دبلوماسيا ناجحا للبحرين على الصعيد الدولي في أبهى صورها ، مبينا لقد أستطاعت مملكة البحرين مواجهة التحديات الدولية بكل نجاح وفتحت طريقا دبلوماسيا زاهرا.

واوضح الشيخ خالد ، ان العام الحالي سيشهد أنطلاق وأفتتاح سفارات في مناطق مختلفة من العالم ، أذ سيتم أفتتاح  4 سفارات جديدة في روما بايطاليا ، وسفارة في ماليزيا ، والسفارة الجديدة ستكون بالسودان ،  وسفارة في برازيليا ،مؤكدا أنه سكون للمرأة  حضور واسع في الدبلوماسية البحرينية خلال الخطة العام الحالي.

وقال وزير الخارجية في تصريحات صحفية على هامش الاحتفال باليوبيل الذهبي للدبلوماسية البحرينية الذي أقيم في متحف البحرين صباح أمس ، أن أعز خبر سمعه كل دبلوماسي بحريني , حينما آمر جلالة الملك المفدى  بأطلاق وبتخصيص  يوم كل للاحتفال بالسلك الدبلوماسي  ، وهو أسعد يوم يعيشه الدبلوماسيين البحرينين جمعيا سواء أكان  من الرعيل الاول أو من شباب الجيل الحالي ، كما هناك أيام أخرى لقطاعات أخرى في مملكة البحرين ، معربا عن جل شكره وتقديره الشخصي وكل العاملين في السلك الدبلوماسي بهذه اللفتة الكريمة من لدن جلالته لكافة ألعاملين في السلك الدبلوماسي.

وحول زيارة وزير الخارجية الامريكي بومبينو للخليج والبحرين ، اشار وزير الخارجية أن زيارة وزير الخارجية للولايات المتحدة الامريكية حملت  في المقام الاول  موقف أمريكي واضح وجديد فيما يتعلق بالتزام الولايات المتحدة بحماية أمن حلفائها من دول المنطقة ، وهو أهم شيْ تحقق من الزيارة.

وفي رده على سؤال حول هل أن القمة العربية القادمة ستشهد حضور سوريا ، قال وزير الخارجية أن هذا أمر تقرره جامعة الدول العربية ، لان القرار كان من جامعة الدول العربية ، وهي صاحبة  القرار ، مشيرا الى أن الدبلوماسية البحرينية تخطو خطوات رائدة في مسير تها القادمة من خلال أفتتاح العيد من السفارات الجديدة  في مختلف أنحاء العالم.

وحول جماعات 14 فبراير، وهي جماعة أرهابية ، و التي تتخذ آلان من العاصمة العراقية مقرا لها،  وتتحدث عن نشاط لها ، رد الشيخ خالد ، لقد  تواصلنا مع المسئولين في  العراق وسوف نصل الى حل في هذا الموضوع.

ومن جانبها أعربت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار عن اعتزازها باحتضان متحف البحرين الوطني معرضا بمناسبة مرور 50 عاما على الدبلوماسية البحرينية.

وأكدت الشيخة مي في تصريحات صحفية، أن المتحف الوطني هو الوجهة التي تناسب الاحتفال بالمناسبات الوطنية العزيزة، ، مبينة  إلى أن برنامج الثقافة لهذا العام يحمل شعار "من يوبيل لآخر"، لذا فإن احتفالية وزارة الخارجية باليوبيل الذهبي هي الأولى لهذا العام لدينا.

وأضافت الشيخة مي أن هذه الاحتفالية تؤكد أن مملكة البحرين تحرص على التواصل مع الجميع، ومتحف البحرين يسعده احتضان انطلاقات الاحتفاليات الوطنية.

ومن جانبها أكدت الشيخة منيرة  بنت خليفة بنت حمد ، المدير التنفيذي للمعهد الدبلوماسي الذي سيتحول للأكاديمية الدبلوماسية حاليا في تصريحات صحفية على هامش الاحتفال  ،   ان الاحتفال باليوبيل الذهبي للدبلوماسية البحرينية جاء  بناءا على توجيهات وزير الخارجية الشيخ خالد بأن يكون الاحتفال من خلال الالتفات الى تاريحنا وهو التاريخ العريق جدا ، ونتمنى أن نكون وفقنا في تنفيذ رؤية معال وزير الخارجية ، والتفتنا الى تاريخ البحرين ودور سمو  الشيخ محمد محمد بن مبارك ، ودور الرعيل الاول من مؤسسي الدبلوماسية ، الذين أسسوا الدبلوماسية البحرينية على أسس متينة ، وكانت مملكة البحرين منفتحة على العالم من خلال أرساء علاقاتها مع العديد من الحضارات .

وأشارت  الشيخة منيرة ، الى أن أهم مايميز المعرض هو مجموعة من  الصور والفيديو  والوثائق والخرائط ، وطريقة عرض من خلال التسلل الزمني للدبلوماسية البحرينية لبناء الدبلوماسية بالبحرين  وأهم التواريخ التي بنيت خلالها الدبلوماسية البحرينية  ، مبينة  لقد قسمنا المعرض الى 5 أقسام منها البداية ، كان في البداية " الاثار الدبلوماسية " قبل تأسيس أدارة  دائرة  الخارجية في حكومة البحرين ، ثم  الخطوات الاولى من  69 الى 75 من المؤسسين في مكتب صغير لانطلاق الدبلوماسية  ، ثم من العام 75  الى العام  90  ، ثم من 2005 الى ألان ، وطبعا لم ننسى جهود القيادة  الرشيدة في تأسيس ودعم  وتعزيز الدبلوماسية البحرينية  ، كان هناك القاء الضوء على الشخصيات القيادة التي من جلالة الملك المفدى وصاحب السمو رئيس الوزراء ، ولي العهد والشيخ محمد بم مبارك  والشيخ  خالد، وهم الشخصيات  القيادية الذين يؤرخون  لتاريخ للدبلوماسية وسياسة البحرين الخارجية .

وأوضحت ، لقد تم الحصول على أرشيف الفيديو ، حصلنا علية من رويتر ، وهو الاول من نوعه ، واصبح  ملك لوزارة الخارجية وملك وزارة الخارجية ، مبينة أن اختيار المتحف جاء أيضا بتوجيهات من وزير الخارجية لانه  يؤكد ان الثقافة والدبلوماسية شيْ مترابط ، والمتحف الوطني  هو أفضل مكان يحمل أسم و يجسد تاريخ البحرين الجميل ة ولايوجد أفضل منه لهذه المناسب ، معربة عن جل شكرها وتقديره للشيخة مي  ، التي كان لها دور فعال في ترجمة أفكارنا الى حقيقة ، ومن خلال جهود مشتركة وبالتعاون مع كل العاملين بالخارجية والمتحف .

وحول تطلعاتها كرئيس للأكاديمية الدبلوماسية، قالت الشيخة منيرة   لقد تشرفنا كلنا في وزارة الخارجية  أمس بلقاء جلالة الملك والسلام على جلالته ، وتشرف المعهد  باطلاق أسم الشيخ محمد بن مبارك  على المعهد وهو المؤسس للدبلوماسية البحرينية  ، وان يكون معهد دبلوماسي رائد يحلق بالدبلوماسية البحرينية ، ونحن نحاول أن نفي بالثقة السامية ألتي أولاها جلالة الملك فينا ، ان يكون معهد اكاديمي مرموق في الشرق الاوسط والعالم لاعداد جيل دبلوماسي  رائد في البحرين والمنطقة والعالم ومن خلال خطط تم وضع ثوابتها سابقا بتوجيهات وزير الخارجية والذي نشكره على هذا الثقة ، نحن نريد أن نرسم خطط فيها أستدامة من جميع النواحي ، نرسم كيف نصل الى نتائج مشرفة ووضعنا الخطط ، و من خلال الاسس التي قمنا بأعتمادها سابقا ،نحن وضعنا نصب اعيننا أعداد جيل دبلوماسي من الشباب هم ، سنفخر بهم مستقبلا  .

وأوضحت  الشيخة منيرة ، أن المعهد خرج دفعته اللاولى وكان عددهم 25 دبلوماسي ، مبينة أنهم الان يضعون الخطط بالتعاون مع الخارجية ، مبينة أن جلالة الملك فتح  الافق أمام الاكاديمية لتكون عالمية ، موضحة ان الدفعة الثانية التي ستبدأ الشهر القادم ، مؤكدة أن المرأة البحرينية تحتل مواقع متميزة في الدبلوماسية البحرينية .

الاحتفال باليوبيل الذهبي   

وتحتفل وزارة الخارجية بمرور خمسين عامًا على العمل الدبلوماسي، منذ تأسست دائرة الخارجية بمرسوم من صاحب السمو الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه في الثاني عشر من يناير عام 1969، ثم صارت وزارة الخارجية مع نيل المملكة استقلالها عام 1971، وشهدت وزارة الخارجية تطورات عدة خاصة مع تولي جلالة الملك المفدى عام 1999، والذي قاد الدبلوماسية البحرينية لتحقيق المزيد من النجاحات على المستويين الإقليمي والدولي

لقد شهدت الدبلوماسية البحرينية على مدار خمسين عامًا العديد من الأحداث وواجهت العديد من التحديات كان أبرزها تحديات الاستقلال والإدعاء الإيراني بتبعية المملكة لها وتصدير إيران لأفكارها الطائفية المقيتة، والأزمة الحدودية مع قطر وحرب الخليج الأولى والثانية ومؤامرة عام 2011 التي أديرت من الخارج لخلق الفوضى في المملكة، وعلى المستوى العربي الصراع العربي الإسرائيلي، وعلى المستوى الدولي كانت أحداث سبتمبر وانتشار الإرهاب والتطرف وغيرها من أحداث جسام، واستطاعت المملكة من خلال دبلوماسية نشطة مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها بل وخلق فرص لها، وفرضت احترام العالم للدبلوماسية البحرينية وإداراتها للقضايا والتحديات المختلفة وهذه مناسبة للإشادة بجهود سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الذي قاد الدبلوماسية البحرينية لأكثر من ثلاثة عقود، وكان وزير الخارجية معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة خير خلف لخير سلف حيث واصلت الدبلوماسية البحرينية تحقيق نجاحاتها في مختلف الميادين.

إن العامل الأهم والمؤثر في تحديد مكانة الدولة في محيطها الخارجي، هو شخصية القائد صانع القرار الذي يعرف قدر الإنسان والأرض والتاريخ، ورؤيته للحاضر والمستقبل، ويعي طبيعة المتغيرات الداخلية والخارجية، ويحسن استغلال الموارد المتاحة، ويتولى توجيه إدارة السياسة الخارجية لبلاده في الاتجاه الصحيح. ومنذ تولى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم، دخلت مملكة البحرين عهدا جديدا، وكانت الدبلوماسية البحرينية أكبر المستفيدين من خطوات جلالته الإصلاحية التي جعلت العالم ينظر بتقدير واعتزاز إلى المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك وما تضمنه من رؤى متقدمة ومبادرات خلاقة على المستويين الداخلي والخارجي، وكان المشروع الإصلاحي ركيزة التحركات الخارجية، وأساس نجاحها وفاعليتها.

وفي عهد جلالة الملك الزاهر دخل البعد الاقتصادي والتنموي بقوة في صلب علاقات البحرين الخارجية، واحتل حيزا كبيرا من الاهتمامات الدبلوماسية، كما نجحت مملكة البحرين، بقيادة جلالة الملك المفدى في تجاوز أحداث عام 2011 التي أريد بها تشويه صورة البحرين أمام العالم تمهيدا لإغراقها في الفوضى، لكن جلالته استطاع من خلال قيادته للدبلوماسية تعزيز سمعة البحرين الخارجية، عبر خطوات وإجراءات غير مسبوقة، من بينها إنشاء لجنة مستقلة لتقصي الحقائق، وكان حدثاً فريداً في المنطقة والعالم، وإنشاء عدة مؤسسات مستقلة للمتابعة والمساءلة، فضلا عن اطلاق حوار توافق وطني أفضي إلى تعديلات دستورية، وإجراء الانتخابات التكميلية وغيرها من الخطوات المهمة، والتي أكدت أن الأمن والاستقرار دعامة رئيسية للنمو والتقدم والإصلاح، فالدول لا تنشد الاستقرار لمصلحة الاقتصاد فحسب، وإنما تنشده لحماية سيادتها وكيانها، والمملكة لن تفرط في ذلك أبداً.

وقد التزمت الدبلوماسية البحرينية وعلى مدى خمسين عاما، بأهدافها الاستراتيجية القائمة على تأكيد سيادة واستقلال ووحدة أراضي مملكة البحرين على المستوى الاقليمي والعربي والدولي، وصيانة وحماية مصالح البحرين الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية في الخارج والدفاع عنها، وتنمية وتعزيز وتقوية الروابط والعلاقات بين مملكة البحرين وكافة الدول والهيئات العربية والدولية، وتمثيل البحرين في المحافل العربية والدولية، ودعم القضايا العادلة للأمة العربية والاسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف.

وحرصت الدبلوماسية البحرينية على التأكيد على الالتزام بالثوابت العربية والإسلامية، والالتزام بمبادئ الشرعية الدولية بما يعزز الأمن والسلم العالميين، والتأكيد على مبادئ الحوار والتعاون بين الدول والشعوب ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وتنقسم اهتمامات مملكة البحرين على الصعيد الخارجي، إلى أربعة دوائر هي الدائرة الخليجية، فهي عضو مؤسس لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي تأسس في 26 مايو 1981، والعربية، فالمملكة عضو فاعل بجامعة الدول العربية، والإسلامية، ثم الدولية، وذلك من خلال شبكة من العلاقات الدولية القوية ومنها العلاقات القوية مع الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وغيرها من القوى الغربية. وعضويتها النشطة في التجمعات الدولية الأخرى مثل: حركة عدم الانحياز، ومجموعة الـ77 ومبادرة «إسطنبول» للتعاون التي أطلقها «الناتو» عام 2004، ومنظمة التعاون الآسيوي وغيرها

وتعول مملكة البحرين على المشاركة وتفعيل مختلف أطر التعاون البناء، ومن بينها الانخراط في تحالفات عسكرية مع الشركاء، لمجابهة تحديات الإرهاب وفوضى حروب الجيل الجديد، مثل: التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والتحالف الدولي ضد داعش، فضلا عن دعم إنشاء التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط، من أجل تحقيق أمن دائم وسلام مستقر، وتنمية مستدامة لدول المنطقة.

وتكتسب الدائرة الخليجية أولوية متقدمة في تحركات الدبلوماسية البحرينية، كونها تمثل الامتداد الطبيعي والحيوي للمملكة، وركيزة قوتها واستقرارها، وكانت البحرين من أولى الدول التي دعت إلى إنشاء مجلس التعاون الخليجي، كما قدمت كل أنواع الدعم والمساندة الممكنة له، وكانت البحرين من أوائل الدول التي بادرت باتخاذ قرارات لتنفيذ الاتفاقية الاقتصادية الموحدة بين دول المجلس، ومنها معاملة أبناء المجلس معاملة البحريني في النشاطات الاقتصادية، لتكون البحرين بذلك سباقة في دعم الأنشطة الرامية للتكامل الاقتصادي الذي تسعى إليه دول مجلس التعاون.

أما على صعيد محيطها العربي، تولي المملكة اهتماما خاصا بدعم مسيرة العمل العربي المشترك، ونصرة القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب المركزية لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، وتحقيق التسوية السلمية العادلة والشاملة في الشرق الأوسط بقيام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، وعدم التفريط في حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

وتنشط مملكة البحرين على مستوى جامعة الدول العربية في مختلف مجالات التعاون العربي. ففي مارس 2017، تم التوقيع على محضر النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، والتي جاءت كمبادرة كريمة من جلالة عاهل البلاد المفدى، ما يجسد حرص المملكة على تعزيز احترام الحقوق والحريات، وتوفير كافة الضمانات لحمايتها.

وتنطلق مملكة البحرين في تحركاتها على المستوى الدولي من مجموعة من المبادئ الأساسية والأهداف التي قام عليها ميثاق الأمم المتحدة، ومن أهمها: التأكيد على أن السلام العالمي والإقليمي، يشكل هدفا أساسيا واستراتيجيا ينبغي العمل على تحقيقه، وضرورة تسوية كافة المنازعات الدولية بالطرق السلمية، وحظر استخدام القوة للنيل من سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة.

وترتبط المملكة بالأمم المتحدة بعلاقات قوية على سبيل المثال قرار صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، رقم (19) لسنة 2018 بإنشاء لجنة التنسيق والمتابعة بين مملكة البحرين ووكالات منظمة الأمم المتحدة، كإحدى ثمار إطار الشراكة الاستراتيجية للسنوات من 2018 - 2022، بهدف دعم تنفيذ خطة عمل وأولويات الحكومة، ومراعاة احتياجات ورضا المواطنين، وفقا لأعلى مستويات ومعايير الجودة العالمية. وقرار مجلس الوزراء باعتماد دمج أهداف التنمية المستدامة في الخطة الحكومية للسنوات 2020- 2022، والتقرير الطوعي الذي قدمته البحرين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الأممي رفيع المستوى، وعضوية المملكة في العديد من المنظمات الدولية ومنها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. كما أن البحرين عضو متميز في منظمه التجارة العالمية منذ يناير 1995.
وتحرص مملكة البحرين على استضافة وحضور الاجتماعات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية على كافة المستويات، ولم تكتف بمجرد المشاركة والتواجد في هذه المحافل بل تشارك بثقل كبير وتطرح رؤيتها لإيجاد حلول لقضايا المنطقة العالم والتحديات التي تواجهه، وبفضل هذه الاستراتيجية، تتمتع مملكة البحرين بعلاقات دبلوماسية واقتصادية طيبة مع معظم دول العالم، ولعبت دورا كبيرا في تعزيز العلاقات الإقليمية والدولية باستضافتها للعديد من القمم والمؤتمرات الدولية التي تهدف لتعزيز الشراكات الدولية لثقة العالم في المملكة، كما استضافت العديد من الفعاليات والمؤتمرات لتقوية الشراكة بين دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال القارة الأفريقية في إطار التزامها كدولة عضو في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.

وهناك بعد مهم في علاقات المملكة الدولية، تبلور مع دعوات ومبادرات جلالة الملك بشأن أهمية التعايش السلمي وتلاقي الحضارات حول العالم، من خلال حوار جامع، يفتح آفاق رحبة للسلام والتعاون الإنساني، خاصة أن البحرين واحة للتعايش والتسامح لجميع الديانات والفئات.

وحتى تصل وزارة الخارجية للريادة في الدبلوماسية كان عليها تكوين كفاءات متميزة للعمل الدبلوماسي، ولتحقيق ذلك تم إنشاء المعهد الدبلوماسي وفقا للمرسوم الملكي الذي صدر في الأول من سبتمبر عام 2016م، المعهد يتبع وزير الخارجية مباشرة، برئاسة سعادة الدكتورة الشيخة منيرة بنت خليفة بن حمد آل خليفة، ويعمل على تطوير وتنمية الكوادر الدبلوماسية بأعلى القدرات والمهارات اللازمة في العمل الدبلوماسي. ويضطلع المعهد الدبلوماسي، بدور حيوي ومهم، لتدريب وتأهيل الدبلوماسيين، وتزويدهم بأعلى القدرات والامكانيات والمهارات، وفق منهج علمي ومهني رصين. ويقوم المعهد ببحث سبل التعاون المشترك مع عديد من وزارات الخارجية العربية ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، وغيرها من المؤسسات والمنظمات الدولية.

إزاء هذه الجهود كان للعالم أن يعترف للدبلوماسية البحرينية بالكفاءة والتميز، ومن أبرز الدلائل على ذلك انتخاب البحرين كعضو في العديد من المنظمات الدولية ذات العضوية المحدودة، كمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان رغم صغر مساحتها، كما تم انتخاب مملكة البحرين رئيسًا للجمعية العامة للأمم المتحدة وتم تعيين معالي الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسا للجمعية في يونيو 2006 كأول امرأة من الشرق الأوسط وثالث امرأة في التاريخ تتولى هذا المنصب.

لقد أثبتت مملكة البحرين رغم محدودية مساحتها ومواردها الطبيعية، أنها دولة كبيرة مؤثرة ذات مصداقية وتقدير دولي، بفضل حكمة قيادة جلالة الملك المفدى، وثبات مواقفها، واعتدال نهجها. ولها الحق كل الحق - وهي تحتفل باليوبيل الذهبي للدبلوماسية - أن تفخر باستدامة منجزاتها الإصلاحية، ومكتسباتها التنموية، وريادتها الحضارية والإنسانية، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه. القائد ألإصلاحي الذي يمتلك كل مقومات الزعامة الحقيقية. وها هي الدبلوماسية البحرينية تحقق نجاحًا تلو ألآخر حتى صارت مدرسة يتعلم منها الآخرون فن إدارة السياسة الخارجية.