العدد 3769
الجمعة 08 فبراير 2019
banner
بابا السلام: رمز التسامح في أرض الإمارات (1)
الجمعة 08 فبراير 2019

تكتسب الزيارة التي قام بها قداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، رأس الكنيسة الكاثوليكية، إلى الإمارات أهمية استثنائية في ضوء اعتبارات وعوامل عدة، أولها أن الزيارة هي أول زيارة باباوية للخليج العربي، بكل ما يعنيه ذلك على الصعيد التاريخي والروحي والعلاقة بين الدين الإسلامي والمسيحي وأتباعهما في مختلف أرجاء العالم.

والعامل الثاني أن هذه الزيارة ليست من النوع البروتوكولي بل تتضمن فعاليات ولقاءات في غاية الأهمية، منها المشاركة في اجتماع خاص مع أعضاء مجلس حكماء المسلمين، الذي يضم مجموعة من كبار العلماء المسلمين حول العالم برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والمشاركة في فعاليات الملتقى العالمي للأخوة الإنسانية، واللقاء والملتقى بشكل عام يمثلان محطة فاصلة ومنعطفا مهما في مسار الحوار والتقارب بين الأديان، لاسيما في ظل التوجهات التي يحملها كل من فضيلة شيخ الأزهر الإمام الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، بشأن أهمية نزع فتيل الصراعات والمؤامرات التي تحاك بهدف الوقيعة بين الإسلام والمسيحية وإشعال صراعات بين الحضارات والثقافات واستدعاء الخلافات من أدراج التاريخ بزعم الدفاع عن الإسلام أو المسيحية.

والعامل الثالث أن الزيارة تأتي في بداية عام التسامح في دولة الإمارات، حيث تدشن الدولة جهودها المكثفة من أجل مأسسة دورها ورسالتها العالمية في نشر التسامح والتعايش بين البشر، ولا شك أن مشاركة البابا في هذه الجهود تمنح زخماً إضافياً وتؤكد عالمية الرسالة ومدى ما تحظى به من دعم من رموز العالم الدينية والروحية.

والعامل الرابع أن لقاء رمزي التسامح والاعتدال في العالم الإسلامي والمسيحي، فضيلة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، يمثل ترجمة لجهود ودور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث يقوم سموه بدور كبير في نشر التسامح والتعايش عالمياً، وتحويل الإمارات إلى عاصمة لهذه القيمة الإنسانية والحضارية الفريدة، التي تمثل الحصانة القوية ضد التطرف والإرهاب والكراهية والتحريض، حيث لا يخفى على أحد دور سموه في تكريس ثقافة التعايش وإيمانه القوي بهذه الرسالة، وسعيه المستمر لمأسستها بما يضمن استدامتها وتعميم فوائدها في العالم أجمع.

العامل الخامس يتمثل في الرسالة التي تنطوي عليها زيارة البابا فرانسيس إلى دولة الإمارات، حيث حضر قداسته القداس والصلاة البابوية التي احتضنها ملعب مدينة زايد الرياضية، وسط حضور أكثر من 120 ألف شخص، يتقدمهم العديد من المسؤولين الحكوميين، وهو قداس يذاع على قناة الفاتيكان، أي أنه يحمل رسالة سلام إلى العالم أجمع، ولهذا القداس أثر تاريخي بالغ في التقريب بين الإسلام والمسيحية والتعريف بالقيم الأصيلة للدين الإسلامي الحنيف، ولاسيما ما يتعلق بقبول الآخر والانفتاح عليه والتعايش معه. “إيلاف”.

“لقاء رمزي التسامح والاعتدال في العالم الإسلامي والمسيحي، يمثل ترجمة لجهود ودور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .