العدد 3784
السبت 23 فبراير 2019
banner
اليوم العالمي للغة الأم
السبت 23 فبراير 2019

للغة أهمية كبرى للأمم والشعوب، فهي من المقومات الجوهرية للهوية الوطنية القومية، ووسيلة للاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية، وركيزة أساسية للاتصال بين الأمة وشعبها، وبين أفراد المجتمع، وباللغة تُحفظ التقاليد والعادات والتراث، وبها يتم التعبير والتفكير، وتعددها الكوني يُضيف ألقا للتنوع الثقافي العالمي المبني على التفاهم والتسامح والحوار، ولأهمية اللغة ودورها الإنساني والثقافي والاجتماعي ولتعزيز التعدد اللغوي ارتأت منظمة اليونسكو في 17 نوفمبر 1999م أن يكون هناك يوم عالمي للغة الأم وأقرته الأمم المتحدة في 2008م، وتم تحديد يوم 21 فبراير من كل عام ليكون يومًا عالميًا للغة الأم.

إن اللغة سلوك إنساني ونبض حي للتفاهم والتخاطب ووسيلة للتواصل بين الجماعات الإنسانية، وتقترن أهمية اللغة أكثر في التعليم، والتعليم بلغة الأم والأرض يُساعد على الفهم أكثر لاسيما في سِن التعليم المُبكر، فلغة الأم تغرس المعارف والثقافات الوطنية في عقول أبنائها بطريقة مُستدامة، وبحروفها ترسم المجتمعات آمالها وأمانيها، وتكتب تاريخها وتُدوّن ثمرات نتاجها في السياسة والفنون والآداب والاقتصاد وفي مختلف مناحي الحياة، لذا، فإن اللغة الأم ليست فقط مجموعة من الألفاظ والحروف الجامدة، بل هي أحاسيس ومشاعر ونوازع كامنة، وأفكار وميول حية تؤلف أسرة واحدة بين أهلها.

إن في تنوع اللغات وتعددها - ليس اختلافًا - بقدر ما هو اتحاد يؤكد قدرة البشر على التآلف والتعاون والحياة معًا بنبض واحد.

لقد تعرضت الكثير من اللغات البشرية للضياع والاندثار بسبب ما تعرضت له من إهمال وعدم اهتمام، وضياع أية لغة يعني ضياع تراث ثقافي وآثار فكرية وعلوم معرفية تنتسب لتلك اللغة المُندثرة، لذا، فعلى كل أمة أن تهتم بلغتها، ليس لكونها أفضل من لغة الآخرين بل لأن لغتها تُمثل هويتها وعنوان وجودها، وعلى الأمة أن تحسن من تَعَلُم لغتها كتابةً وقراءةً بجانب تعلم جمع من اللغات الأخرى من أجل تحقيق التعايش مع الآخر ودعم أهداف التنمية المُستدامة.

وترتبط اللغة العربية بالأمة العربية وشعبها ارتباطًا وثيقًا، فهي أساس وجودهم ولسان تاريخهم وموروث أمتهم الثقافي، فعلى أبناء العروبة تعلم اللغة العربية ونطقها على وجهها الصحيح والمحافظة على قواعدها ليتمكن الإنسان العربي من التحدث بها على أحسن وجه، فلغتنا العربية من أجمل اللغات وأفضلها، وبها تفهم تعاليم الدين الإسلامي ومعاني القرآن الكريم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية