+A
A-

جلالة الملك : نمتلك تجربة واقعية في التسامح والتعددية والتعايش السلمي بين الأديان

أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه " إن منطقتنا كانت دائماً ولا تزال مهد للتسامح والتعددية والتعايش السلمي بين الأديان، ونمتلك في البحرين تجربة واقعية نفتخر بها، ونرى في تكثيف الجهود تجاه حماية وتعزيز هذه القيم أهمية كبرى لإحلال السلام العالمي".

وأضاف جلالته "إن التجارب والدروس التاريخية أثبتت على الدوام، بأن الأمن والاستقرار والتنمية كلٌ لا يتجزأ في العالم أجمع، وإذا أصاب الضرر طرف، تضررت بقدره باقي الأطراف المجاورة له، ولا بديل لمواجهة ذلك إلا بتقوية أوجه التحالف للقضاء على الإرهاب وعدم التهاون مع من يرعاه، والعمل على رفع مستويات التعاون والتنسيق الجماعي، وسيادة الاحترام المتبادل والتوازن في العلاقات الدولية والمصالح الاستراتيجية".

جاء ذلك في مشاركة جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية وأصحاب الفخامة قادة الدول الصديقة في الجلسة الإفتتاحية لأعمال القمة العربية الأوربية الأولى والتي بدأت هذا اليوم بقاعة المؤتمرات الدولية بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة.

وقبيل بدء الجلسة الإفتتاحية، صافح جلالة الملك المفدى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، والذي رحب بجلالته ، شاكراً جلالته على تلبيته الدعوة والمشاركة في هذه القمة الهامة .

وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة رئيس القمة العربية الأوربية الأولى.

ثم ألقى حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى كلمة سامية بهذه المناسبة قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

 فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة..

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو  والمعالي والسعادة ، معالي السيد احمد ابو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية

معالي السيد دونالد تاسك (Donald Tusk)، رئيس المجلس الاوروبي،

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،

أتوجه بداية بخالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على استضافة جمهورية مصر العربية الرائدة بمبادراتها والسبّاقة في مواقفها، لأعمال هذه القمة التاريخية بحضورها الرفيع وأجندتها الهامة، التي نتطلع إلى نجاح مباحثاتها وتحقيقها لأهدافها المرجوة في تقريب المواقف بين الحلفاء والأصدقاء على الجانبين العربي والأوروبي، وأن تشمل قراراتها حلول متجددة لمعالجة قضايا طال حلها، وصولاً لما ننشده جميعاً من استقرار عالمي وسلام إنساني يتيح للبشرية صفو العيش، ودوام الرخاء والازدهار.

الحضور الكريم،،

إن "الاستثمار في الاستقرار" قد أصبح حاجة ملحة لا تحتمل التأجيل في ظل ما تواجهه منطقتنا من نزاعات وتهديدات مستمرة، ومواقف غير مسئولة تتمثل في احتضان قوى التطرف والإرهاب، والتدخل في الشئون الداخلية، وعدم احترام سيادة الدول وإرادة الشعوب، وانتهاك كافة القوانين والمواثيق الدولية، والاستمرار في تجاهل كل ما يصدر من قرارات لحفظ أمن الدول وسلامة مواطنيها.

ولعله من المناسب أن تشهد مباحثاتنا، من خلال هذه المنصة الحوارية، المزيد من التفاهم وتقارب الرأي للتوافق حول كيفية احتواء التحديات القائمة إلي يومنا هذا، بالنظر إلى ما نشهده جميعاً من تبعات عديدة تلقي بظلالها غير المحمودة على جهودنا لتنمية مستدامة وشاملة، مما يستدعي العمل على حماية مصالحنا المتبادلة القائمة على تعاون تاريخي، عملنا معاً على تعميقه وتقويته في العديد من المجالات النوعية، ومن بينها قطاع الطاقة، الذي تبلغ نسبة ما تصدره الدول العربية لأوروبا وحدها، ما يقارب 65% من ناتج هذا القطاع. كما يبلغ حجم التبادل التجاري 315 مليار يورو ويعادل 8.4% من إجمالي التجارة الدولية للاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يؤكد متانة تعاوننا المشترك الذي نسعى من خلاله بالعمل الجاد لتحقيق الأجندة العالمية للتنمية المستدامة.

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،،

إن منطقتنا كانت دائماً ولا تزال مهد للتسامح والتعددية والتعايش السلمي بين الأديان، ونمتلك في البحرين تجربة واقعية نفتخر بها، ونرى في تكثيف الجهود تجاه حماية وتعزيز هذه القيم أهمية كبرى لإحلال السلام العالمي، إذ أثبتت التجارب والدروس التاريخية على الدوام، بأن الأمن والاستقرار والتنمية كلٌ لا يتجزأ في العالم أجمع، وإذا أصاب الضرر طرف، تضررت بقدره باقي الأطراف المجاورة له، ولا بديل لمواجهة ذلك إلا بتقوية أوجه التحالف للقضاء على الإرهاب وعدم التهاون مع من يرعاه، والعمل على رفع مستويات التعاون والتنسيق الجماعي، وسيادة الاحترام المتبادل والتوازن في العلاقات الدولية والمصالح الاستراتيجية.

وتؤكد مملكة البحرين في هذا الشأن بأن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاستقرار هو الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ودولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وهذا مطلب لن تحيد عنه كافة  الشعوب العربية والإسلامية.

 ومن جانب آخر، فإن إيران مستمرة في تعكير صفو استقرار الدول العربية، بتدخلاتها في شئونها الداخلية، وهي المصدر الرئيسي الذي يدعم المنظمات الإرهابية في المنطقة ، وتهدد ببرنامجها للصواريخ الباليستية الامن والسلم الاقليمي والدولي، وعلينا جميعاً أن نوقف هذه الممارسات الخطيرة ونتصدى لهذا البرنامج المخالف للقوانين الدولية. كما نؤكد على ضرورة إبقاء المنطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل لتفادي أي سباق للتسلح لا يحمد عقباه بما يؤثر على ما نصبو إليه من تنمية وازدهار واستقرار.

ولا يفوتنا في ختام كلمتنا، أن نتوجه بالشكر للمسؤولين بجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي على جهودهم الكبيرة في التحضير والإعداد لهذه القمة، مكررين تقديرنا لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على ما بذلته جمهورية مصر العربية الشقيقة من مساعٍ حثيثة لاحتضان أعمال القمة العربية - الأوروبية وتحقيقها لأهدافها النبيلة، شاكرين لفخامته ولشعبه الكريم حسن الوفادة وكرم الضيافة.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،