+A
A-

قصة هروب الأموال الساخنة وعودتها للأسواق الناشئة

على الرغم من الضبابية التي ضربت الأسواق الناشئة خلال العام الماضي، لكن التوقعات تشير إلى أن هذه الأسواق سوف تشهد نوعاً من التحسن والاستقرار خلال العام الجاري مع عودة الأموال الساخنة لهذه الأسواق خلال الفترة المقبلة.

حيث يتوقع معهد التمويل الدولي في تقرير حديث، أن المستثمرين من كافة الفئات تقريباً سيصبحون أكثر تفاؤلاً تجاه الأسواق الناشئة بعد سحب تمويلاتهم منها خلال العام الماضي.

وأوضح المعهد أن هناك أموالاً طائلة ستعود إلى الأسواق النامية نتيجة السياسة النقدية الأقل تشددية داخل بنك الاحتياط الفيدرالي وذوبان التوترات التجارية والمخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي العالمي.

وأضاف: "البحث عن العوائد يعود وبوضوح مرة أخرى خلال الفترة المقبلة".

وأشار التقرير إلى أن صافي التدفقات الرأسمالية التي تشتمل على المحافظ الاستثمارية والمصارف والاستثمار المباشر ومكونات أخرى من الحساب المالي في ميزان مدفوعات الدول تحول للنطاق الإيجابي في يناير للمرة الأولى منذ يوليو الماضي.

وأوضح أن البيانات الأخيرة المتاحة تظهر أن تدفقات المحافظ الاستثمارية للأسواق الناشئة بلغت 25.6 مليار دولار خلال يناير وهو رابع شهر على التوالي يتم تحقيق فيه صافي مشتريات.

وأرجع التقرير التطورات الإيجابية الراهنة إلى التحسن في الثقة التي دعمت أسهم الأسواق الناشئة ومكنتها من الارتفاع 9% في العام الجاري عقب هبوط بنحو 17% في 2018.

وفي بداية فبراير الماضي، قال بنك "أوف أميركا ميريل لينش"، إن المستثمرين ضخوا أموالا في السندات خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي، وسحبوا مليارات الدولارات من الأسهم الأميركية والأوروبية.

وذكر أنه في الوقت نفسه فإن المستثمرين يبحثون عن الأمان في أصول يُنظر إليها باعتبارها أقل مخاطرة مثل أسهم وسندات الأسواق الناشئة.

وأشار التقرير إلى أن المستثمرين سحبوا 18.9 مليار دولار من الأسهم في الأسبوع المنتهي في 30 يناير الماضي، وهو عاشر نزوح للأموال على مدى 11 أسبوعا.

وجرى سحب نحو 15.2 مليار دولار من الأسهم الأميركية و3.7 مليار دولار من أوروبا، بما يمثل نزوحا للتدفقات للأسبوع السادس والأربعين من بين الأسابيع السبعة والأربعين الأخيرة.

واستمرت التدفقات في النزوح من أسهم اليابان والأسواق الناشئة مع خروج 4.4 مليار دولار و1.3 مليار دولار بالترتيب.

وفي المقابل، سجلت السندات تدفقات واردة بقيمة 9.4 مليار دولار، وهي الأكبر منذ يناير من العام الماضي.

وتظهر البيانات أن المستثمرين ضخوا نحو 4.7 مليار دولار في سندات ذات تصنيف جدير بالاستثمار، وتلك أكبر قيمة منذ فبراير من العام الماضي.

وأظهرت تحليلات أجراها البنك، أن المستثمرين ضخوا أموالا في أسهم الأسواق الناشئة وديونها بأسرع وتيرة منذ أبريل الماضي، في حين تعرضت السندات الحكومية الأميركية لعمليات بيع وعانت الصناديق الإيطالية من "استردادات ضخمة".

وخلصت البيانات إلى أن الأسواق الناشئة تصدرت المستفيدين من تحسن الإقبال على المخاطرة، إذ ضخ المستثمرون 1.8 مليار دولار في تلك الفئة من الأصول، انقسمت بالتساوي بين الديون والأسهم.