+A
A-

أزمة خلافة خامنئي تلوح.. والأصابع تشير لشيخوخة النظام

ما زالت التكهنات قائمة حول من سيخلف المرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي سيبلغ الثمانين قريباً، والذي أشيع سابقاً أنه يعاني من مرض السرطان.

فعلى مدى العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، غيّر المرشد الأعلى عدداً من كبار المسؤولين في الدولة والعسكريين والقضائيين.

ويبدو أن تعيين إبراهيم رئيسي، الشهر الماضي، نائباً لرئيس مجلس خبراء القيادة، وقبلها رئيساً للسلطة التشريعية ليس سوى جزء من التغيير واسع النطاق لمناصب كبار المسؤولين في نظام "الجمهورية الإسلامية" خلال العام الفائت.

حول هذا الموضوع نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية مقالاً تساءل فيه: هل تتعلق هذه القرارات بشيخوخة الجيل الأول من كبار رجال الجمهورية الإسلامية؟ هل هي ردة فعل على الأزمات السياسية والاقتصادية المتتالية أم في الواقع أن المرشد الأعلى يفكر بأزمة خلافة من يأتي بعده ويهيئ الظروف للفترة الانتقالية للسلطة؟

أزمة شيخوخة

ويستطرد المقال: أياً كان الأمر، يبدو أن التعيينات المتتالية تهدف إلى جعل المؤسسات الرئيسية وتلك التي تحت إمرة القائد، مثل مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الوصاية، في وضع مستقر سياسياً على الأقل للأربع إلى الخمس سنوات القادمة.

ويرى مراقبون أن السبب في بعض هذه التغييرات يرجع إلى "أزمة الشيخوخة"، ووفاة الشخصيات الرئيسية والقريبة من المرشد. ويشيرون إلى محمد يزدي البالغ من العمر 87 عاماً وأحمد جنتي، 92 عاماً، بالإضافة إلى وفاة محمود هاشمي شاهرودي (شغل منصبي رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والسلطة القضائية) ومحمد مؤمن (الذي كان عضوا في مجلس الوصاية والخبراء) في الأشهر الأخيرة.

لكن حصلت هناك تغييرات أخرى في الأشهر الأخيرة، إذ جرى تغيير على الأقل 9 من أئمة الجمعة في مدن مختلفة.

فقد أقال المرشد الأعلى في شتاء عام 2017 رئيس "مجلس سياسة أئمة الجمعة"، رضا تقوى، ونصب محمد جواد حاج علي أكبري، البالغ من العمر 55 عاما، خلفا له.

تغيير أئمة

تبع ذلك تغيير أئمة جمعة مدن زاهدان ورشت وأهواز وكرمان وشيراز وتبريز وإيلام وبيرجند وهمدان. ولم يمر عام على تعيين علي أكبري، حتى عینه خامنئي إماماً مؤقتاً لصلاة الجمعة في طهران.

خلال عام 2017، عزل المرشد رئيس منظمة الدعاية الإسلامية وممثلي "الولي الفقيه" في الحرس الثوري والجامعات، واستبدلهم بوجوه جديدة.

أما التغييرات المهمة التي حصلت في الجيش فيرجع تاريخ بعضها إلى 2016. ففي صيف ذلك العام أعفى خامنئي رئيس هيئة أركان القوات المسلحة حسن فيرزو آبادي من منصبه، وعين اللواء محمد باقري، أحد أصغر القادة الإيرانيين الكبار، في منصبه.

كما عين خامنئي، في أواخر شهر مايو 2018 قائداً جديداً لمقر "خاتم الأنبياء" هو علي رضا صباحي فرد.

لاريجاني يمهد الطريق

وبحسب المقال "فإن تولي صادق لاريجاني رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام في ديسمبر 2018 مهد الطريق لتغيير مبكر لرئاسة السطلة القضائية، إذ تخلى عن منصبه كرئيس للسلطة القضائية لصالح إبراهيم رئيسي".

وأصدر خامنئي في الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية بيانا وصفه موقعه الإلكتروني بأنه "بيان" يتضمن "توصيات أساسية". وفحوى هذا "البيان" تتمحور حول موضوع "تجديد الطاقات" داخل النظام وصعود "العناصر الشابة" إلى مواقع السلطة العليا.

وفي هذا الإعلان يخاطب المرشد "الشباب وجيل الثورة الجديد"، ويقدم توصيات في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

يقول خبراء إن هذه التغييرات في هرم السلطة والمؤسسات، وإشغال المناصب من قبل عناصر أقل سناً، مثل إبراهيم رئيسي وصادق لاريجاني، الهدف منها أيضا تعزيز موقع ومكانة الشخصيات القريبة من المرشد.

سليماني مجدداً

بالإضافة إلى رئيسي، فقد ثبّت قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، موقعه بين القادة العسكريين.

ويبدو أن قرارات خامنئي جاءت رداً على الضغوط الخارجية والعقوبات والأزمات الاقتصادية، بهدف الحفاظ على وحدة النظام، وليس التخفيف من التذمر والاستياء الشعبي في البلاد.

ويرى محللون أن جهود رأس النظام تنصب حالياً على تثبيت وتعزيز مواقع مؤيديه وممثليه في السلطة، عسى أن تخفف التغييرات التي قام بها في السنوات القليلة الماضية والفترة الأخيرة، قليلاً من أزمة "خلافة" المرشد.