+A
A-

تأييد السجن المؤبد لشاب قتل صديقته الآسيوية نحرا لرقبتها بسكين

قضت محكمة الاستئناف العليا الجنائية الأولى بتأييد معاقبة شاب "28 عاما"، بالسجن المؤبد؛ وذلك لإدانته بقتل صديقته الآسيوية نحرا، فضلا عن أنه تعمد فقأ إحدى عينيها عقب وفاتها مؤكدا أنه لجأ لذلك عندما لم يتمكن من اقتلاع عينها الأخرى من مكانها، في حين أنه برر جريمته بمحاولة الآسيوية استمالته جنسيا، وأمرت بمصادرة السكين المضبوط، ولم تصدر حكما بإعدامه لعدم توافر الشروط الموجبة لذلك.

وتتمثل وقائع القضية حسبما جاءت في اعترافات المستأنف إلى أنه وبعد مغادرة صديقته الآسيوية للمملكة حاولت صديقتها -المجني عليها- استمالته واستدراجه إلى إقامة علاقة جنسية لأكثر من مرة فيما بينهما، إلا أنه كان دائما ما يرفض ذلك، لكنها عندما تطلب منه مساعدتها بالأموال كان لا يرفض طلبها.

وأضاف أنه في ذلك اليوم طلبت منه المجني عليها أن يحضر لمسكنها الكائن في منطقة البسيتين، وتفاجئ عندما التقى بها بمحاولتها معانقته، فما كان منه إلا أن دفعها بعيدا عنه، فتمسكت به بشدة حتى تمكن من التوجه للمطبخ وأخذ منه سكين حال كون المجني عليها ممسكة برقبته، فأمسك هو الآخر برقبتها بإحدى يديه وطعنها بالأخرى في خصرها، ومن ثم نحرها رقبتها من اليمين إلى اليسرى.

كما قرر أنه بعد نحرها ظلت ترجف إلى أن سكن جسدها الساقط على الأرض، فتيقن أنها ماتت، عندها حاول اقتلاع عينها اليمنى لكنه لم يتمكن من ذلك، ففقأ عينها اليسرى بواسطة إصبعه السبابة، وغسل السكين المستعملة بالجريمة ورماها أسفل سرير المجني عليها وغادر مسكنها.

إلا أنه لم يكتشف أحد طوال 4 أيام جريمة المستأنف، حتى حاولت صديقة للمجني عليها الاتصال بها عدة مرات دون جدوى، فقررت التوجه لمسكنها والسؤال عنها والاطمئنان عليها، وهناك لاحظت أن المكيف يعمل في حين أن الباب مغلق ولا أحد يرد عليها، فما كان منها إلا أن اتصلت بشرطة النجدة، والذين تمكنوا من فتح الباب واكتشاف الجريمة.

وجاء في تقرير الطبيب النفسي الخاص بالمستأنف أن الأخير لم يكن يعاني من أية أعراض أو عاهات عقلية أو نفسية مؤثرة على إدراكه وقت وقوع الحادث، فيما أوضحت اللجنة الطبية أنه كان مدركا لأفعاله وتصرفاته تماما ولم يكن واقعا تحت تأثير أي مرض عقلي أو ذهني، وبذلك يعد مسؤولا مسؤولية كاملة عن تصرفاته حيال الواقعة.

وادعى شقيق وشقيقة المستأنف -شهود النفي- أمام المحكمة أن شقيقهم مر بحالة نفسية شديدة عقب وفاة والدهم، خصوصا أنه من كان يحاول إسعافه حين فارق الحياة، فضلا عن نفسيته المتردية عقب وفاة صديقه أيضا بحادث سير بعد بقائه لمدة في غيبوبة.

كما أضافا أن الأخير اعتكف في غرفته بالمنزل لمدة 3 أيام دون طعام أو شراب، وكان يكسر الحاجيات بداخلها وهو يصرخ، ويلبس ملابس والدهم المتوفى، فضلا عن أنه تسبب بمشاكل للآخرين وتعمد الاصطدام ببعض السيارات، وهو ما يثبت تعرضه لحالة نفسية غير طبيعية، على حد تعبيرهما.

فيما ذكر شاهد ثالث أنه على معرفة بالمستأنف، والذي يبادره بالتحية والسلام عند الالتقاء به، إلا أنه ذات يوم التقى به فرمقه المذكور بنظرات غريبة وصدمه ولم يتوقف، كما اصطدم بسيارات الغير ولم يتوقف أيضا.

وكانت النيابة العامة أحالت المتهم للمحاكمة على اعتبار أنه بتاريخ 29 أغسطس 2017، أولا: قتل عمدا المجني عليها بأن طرحها أرضا وشل حركتها ونحرها بسكين قاصدا من ذلك إزهاق روحها، فأحدث بها الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبي الشرعي، والتي أودت بحياتها، ثانيا: انتهك حرمة جثة المجني عليها وذلك بعد أن تأكد من وفاتها بأن قام بفقأ ومحاولة خلع عينيها من محجرهما.

وقررت محكمة أول درجة بأسباب حكمها أن المدان اعترف بتحقيقات النيابة وقام بتمثيل الجريمة، وبررت حكمها بشأن الدفع بانعدام إدراك المتهم لمرضه نفسيا، بأن المتهم أجاب على أسئلة تحقيقات النيابة والمحكمة في هدوء واتزان كامل وكذلك بإعادة تمثيله للواقعة، كما لم يقر أمام النيابة بأنه يعاني من مرض نفسي، فضلا عن أن تقرير الطب النفسي أثبت بأنه لا يعاني من أية أمراض نفسية أو عقلية ويتمتع بكامل الشعور والإدراك وقت ارتكابه للجريمة.