العدد 3818
الجمعة 29 مارس 2019
banner
المواطنة تبدأ بالشعور بالآخرين
الجمعة 29 مارس 2019

لا يقتصر معنى المواطنة من وجهة نظر الشركة العالمية على مبادرات فعل الخير، إنما يشمل التصرف إلى تسخير ما لدينا من طاقة وموارد وخبرات فريدة لإيجاد فرص تساعد الآخرين على أن يحدثوا أثراً إيجابيًا في مجتمعاتهم وحياتهم الخاصة، ومن هنا جاءت مبادرة إحدى الشركات العالمية في الخليج العربي بقسم المسؤولية الاجتماعية والمواطنة بحملة “أريد أن أسمع”، وما احتوته من عبارات تحفيزية مثل “تخلى عن كوب واحد” من أجل الإسهام بالتبرع لتلك المبادرة الإنسانية في شهر رمضان الكريم، جذبني هذا العنوان وتوقفت كثيراً، لأن الاختيار يهدف إلى إسعاد الآخرين، في مقابل الإسهام بشراء سماعات طبية لكل طفل سعودي بحاجة إليها، وهي بلا شك فرصة رائعة تأخذ أبعادا إنسانية وذاتية من حيث مشاركة الموظفين بأن يجودوا بكرمهم في هذا العمل الإنساني.

وهذه هي المواطنة التي تبدأ بالشعور بالآخرين ومعاناتهم، كما تشير هذه الحملة أيضًا ضمنا إلى توعية المجتمع وخصوصاً فئة الشباب والأطفال، وتنبههم إلى الاستخدام الصحيح للأجهزة الإلكترونية المسموعة بأنواعها، وضرورة العناية بشكل خاص بحاسة السمع، حيث نشاهد كثيراً منهم وبشكل يومي يستخدم سماعات الأذن للاستماع لأجهزة الهواتف والراديو وغيرها من الأجهزة بطريقة خاطئة وخصوصا عند قيادة المركبة وهذا يؤثر على سمعهم وحياتهم أيضا، وذلك من خلال رفع الصوت لأقصى حد، وهذا الاستخدام ثبت طبياً أنه السبب الأول للصمم وضعف السمع، فهؤلاء هم الجيل الصاعد من أبناء وطننا الذين يتطلع إليهم المجتمع في المستقبل.

إن التفكير في إسعاد ومساعدة الآخرين سعادة للمعطي أولاً وأخيرًا، وهناك العديد من النماذج التي نسمع أو نقرأ عنها من أصحاب الثروات العالمية حيث نتفاجأ بأنهم يتبرعون بمقدار كبير من ثرواتهم للعمل الإنساني، وعندما يسألون عن السبب، ردهم أنهم سعداء من هذا العمل أو الفكرة ومشاركة مجتمعهم.

كيف لا، ونحن في مجتمعاتنا الإسلامية نعتز بقيمنا التي يحثنا ديننا الحنيف دائمًا على مساعدة بعضنا، والسعي في مساعدة الآخرين وخصوصا في الجانب الإنساني، وهذه بلا شك فرصة ثمينة لتوضيح أهمية المبادرة في فعل الخير لأبنائنا خصوصاً الصغار منهم حتى نغرس فيهم حب الخير والعمل الصالح الطيب والمبادرة بفعله دون تردد.

ومما لا شك فيه أن النظرة الجديدة للعطاء تبدأ بغرز مفهوم المواطنة للجيل الجديد وبذل الجهد في ذلك بلا مقابل، حتى يشعر بتحمل المسؤولية نحو نفسه ودوره في مجتمعه، وهذا الأمر سيؤثر في عطائه أيضا في عمله وحياته الاجتماعية، وبناء تكامل الشخصية، من هنا يبدأ الإحساس بالمواطنة والشعور بالآخرين.

 

“المواطنة تبدأ بالشعور بالآخرين ومعاناتهم، ونحن في مجتمعاتنا الإسلامية نعتز بقيمنا، ويحثنا ديننا الحنيف دائمًا على مساعدة بعضنا”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .