العدد 3827
الأحد 07 أبريل 2019
banner
ثلاثة‭ ‬مسؤولين‭ ‬يسخرون‭ ‬من‭ ‬الصحافة
الأحد 07 أبريل 2019

ليست هناك وزارة أو شركة معصومة من الخطأ، الإنسان نفسه يخطئ، فإذا كان الإنسان يخطئ فمن الطبيعي أن تخطئ الوزارات والشركات والمؤسسات، بشرط أن لا يكون هذا الخطأ متعمدا، بحيث انه لا يصحح حين يدرك، وخلال مسيرتي الصحافية الممتدة لأكثر من 24 عاما حاملا مهمة البحث عن الحقيقة، الحقيقة كما هي بلا أية رتوش لا يعلنها سوى ضمير نظيف، اكتشفت أن هناك ثلاثة أنواع من المسؤولين يتعاملون مع الصحافة وكأن وجودها محنة ويسخرون منها.

الأول ينظر إلى الصحافة بأنها عالم لا طعم له ولا رائحة، عالم باهت وألف باهت، لذلك فهو بعيد عنها ودائرته أو القسم الذي يشرف عليه في سبات عميق والصحفيون الذين يحاولون الاتصال بدائرته للحصول على الخبر الذي هو حق مشروع للناس يرمون خلف أسوار النسيان.

أما الثاني فيفتح بابه للصحافة ولكن يتعامل معها بأساليب مضحكة مهينة والصحافي الذي يطلب منه معلومة يجعله ينتظر لساعات طويلة ويجعله مثل الذي يقطع أخشاب الغابة، فهو ضيف ثقيل دم ويستحق التغني بتطفله بكل تعابير الجغرافيا، يدخله المكتب ويقدم له القهوة – أية قهوة عاد - ومن ثم يصوب عليه رشاش التجاهل واللف والدوران ويجعله متسمرا كأنه في يوم الحساب.

المسؤول الثالث له طريقة غريبة في التعامل مع الصحافة، فهو يريد دائما أن يرى لون أظافر وزارته أو دائرته حمراء وجسدها بأنامل رشيقة وعيونها زرقاء وفيها ملامح الهدوء والألفة، فهذا المسؤول لا يريد أي نقد أو حتى ملاحظة في الصحف عن وزارته أو قسمه، لأنه المسؤول الكامل ودراسات العالم العربي تشهد على أنه – أبو النظام - ومعجزة عصره، ولا يستطيع أحد أن يقترب من القوس الفولاذي الذي شيده حول قسمه وخصوصا الصحافة، وإذا صادف أن كتب صحافي عن وزارته أو قسمه فهو بالتأكيد – مدزوز - وعدو لنجاحه وتميز إدارته وطريقة إدارته العمل.

 

لكن ومع كل تلك النماذج من المسؤولين فإننا كصحافة ننام على فراش من الطمأنينة طالما داعمنا الأول هو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، القائد الذي أعطى الصحافة المجد والعظمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .