العدد 3828
الإثنين 08 أبريل 2019
banner
مشكلة العرب الثقة الزائدة بأميركا
الإثنين 08 أبريل 2019

في بداية حكم نيكسون في الستينات، صاحبته موجة تفاؤل وأمل عند العرب، وذلك بالرغم من أن نيكسون نفسه كان قد صرح قبيل انتخابه بأن “مصالح الولايات المتحدة الحيوية في الشرق الأوسط تعتمد على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة”، وأنه “سيعمل على احتفاظها بتفوقها العسكري الساحق على العرب”. وتواصلت المؤامرات الأميركية على العرب على مسرح الأحداث في عالمنا وهذا الرصيد الهائل من الخطايا الأميركية بحق العرب يؤكد حقيقتين مهمتين يحلو للبعض أن يقلل منهما أو يتجاهلهما وهما... سياسة أي رئيس أميركي ستظل على نفس الطريق المعادي الذي يسير عليه جميع الرؤساء الأميركان، وثانيا إن القوة الاقتصادية والإعلامية للنشاط الصهيوني في أميركا لها تأثير كبير في الانتخابات، حيث إنها جزء من القوى صانعة القرار في السياسة الأميركية، وإذا تأملنا صورة قضية اعتراف الرئيس الأميركي ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارته إليها في العام 2017، فإننا سنعرف كيف تسير الأمور وكيف يتحرك الرؤساء الأميركان.

مشكلة العرب هي الثقة الزائدة بالأميركان مع أن كل الشواهد تشير إلى أنهم يقفون ضد أمننا واستقرارنا ومن مصلحتهم بقاء الجرح العربي نازفا، فلعدة سنوات والعرب يرددون جملة “حل سلمي لأزمة الشرق الأوسط” ويصل الكلام إلى حد التصديق بأن الأميركان بالفعل يريدون السلام والأمن والثبات للمنطقة، في حين أنهم يقفون “بالفيتو التعس” ضد الحق العربي والتشجيع على ممارسة عمليات العدوان والإرهاب ودعم مشاهد الخلاف والتمزق والصراعات بين الدول العربية ومشاهدة الأمان يسترخي في ربوع مجتمعاتنا.

كل ما تقوله أميركا طوال تاريخها عن اهتمامها بالسلام والأمن العربي مجرد أوهام وأحلام، لأنها تتحرك على هدف واحد هو استسلام العرب وخضوعهم خضوعا تاما، وحين يتابع المرء قائمة المشروعات الكثيرة لـ “وكالة المخابرات المركزية الأميركية” - على فكرة جزء من هذه المشروعات تسرب على شبكة الإنترنت - سيرى أن صورة تخريب وخلخلة المجتمعات العربية تتكرر باستمرار في كل الأحقاب التاريخية الأميركية.

أميركا شاطرة في خلق المسرح الثابت والديكور في عالم السياسة، ومن ثم الاعتماد على استغلال الفراغات فيه وإنارتها بالخبث!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .