+A
A-

فيلم "16 فدان" ضمن عروضها السينمائية (120 كغ) بسينما يتيم

تابعت "سينما يتيم" عروضها في الهواء الطلق، مساء السبت الموافق 20 أبريل 2019م، من خلال عرض الفيلم الوثائقي "16 فدان" للمخرج ريتشارد هانكين، والذي يسلط الضوء على أكثر المشاريع المعمارية تعقيداً في التاريخ الأمريكي الحديث، وذلك ضمن العروض السينمائية (120 كغ) التي تنظمها هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع "موانئ"، وبالتنسيق مع عائلة يتيم.

وسَرد الفيلم "16 فدان"، ما وراء قصة إعادة بناء "أرض الصفر" أو "جراوند زيرو"، وهي المنطقة التي كانت تضم برجي التجارة العالميَين، في مدينة نيويورك، إذ اعتبرت عملية إعادة بناء هذه المنطقة، واحدةً من المشاريع الأكثر تعقيداً على الصعيد السياسي، والعاطفي، والمعماري، خاصةً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقرار إنشاء " المركز الثقافي الإسلامي" الذي بني في المنطقة.

ومن حيثيات هذا التعقيد، يكشفُ المخرج هانكين، تلك القصة الخفية الكامنة وراء تشييد هذا المشروع التاريخي، موضحاً كم التوترات، والرغبات، والصراعات التي تتخذُ أشكالاً أيديولوجية وسياسية، أو عاطفية وإنسانية، لافتًا إلى الكفاح المبذول من أجل هذه الأرض التي تبلغُ مساحتها 16 فداناً، والتي اعتبرت مقدسةً على مدى أكثر من عقد، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ونظراً لهذه القدسية، صار لزاماً أن يتم التنسيق بين 19 جهة ووكالة حكومية لإعادة البناء، إلى جانب ميزانية تتجاوز الـ 20 مليار دولار.

هذا وتجيء هذه الفعالية ضمن تعاون هيئة الثقافة و "موانئ" تلبية لمبادرة "نداء المنامة" التي أطلقتها الهيئة خلال شهر يناير الماضي، والتي تشمل ضمن اشتغالها على المدينة من أجلِ إدراجها على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ لليونيسكو، وكأحد مدن الإبداع في العالم، العديد من الشّراكات والتّفاعلات المجتمعيّة.

ويذكر أن عنوان العروض السينمائية "120 كغ" يشير إلى الفترة التي منحت فيها الخطوط الجويّة البريطانيّة لما وراء البحار في العام 1945م لبابكو شهادة لاستيراد 120 كغ من الأفلام عن طريق الشّحن الجوّيّ في الأسبوع من كراتشي، وذلك لمعالجة مشكلة تأخّر شُحنات توريد الأفلام، وهو ما ساهم في تطوير أحد المقترحات المتواضعة بإنشاء دارين للسّينما في البحرين. أمّا عن اختيار الموقع ضمن الفناء الدّاخليّ لمبنى يتيم، فيأتي محاكاةً لفكرة السّينما المفتوحة التي أشارت إليها بعض الوثائق التّاريخيّة عن مدينة المنامة، والتي جاءت باسم (سينما مكشوفة في الهواء الطّلق)، وذلكَ ضمن مساعي ثقافيّة خلال منتصف الثّلاثينيّات من القرن الماضي من أجلِ تفعيل دور السّينما في البحرين، ولتعميق الاتصال الثقافيّ مع الشعوب الأخرى.