مع دخول شهر شعبان 1440هـ بدأت العديد من الجمعيات الخيرية في مختلف محافظات مملكة البحرين تستعد لاستقبال شهر رمضان لعام 1440هـ/2019م للعمل والاستعداد لتقديم المساعدات السنوية للأسر البحرينية المُحتاجة والمُتعففة سواء بتقديم المال أو مواد التموين الخاصة بشهر رمضان المبارك. والمُتجول في شوارع البحرين العامة وطرقاتها يُلاحظ الإعلانات الكبيرة بعناوينها المختلفة الهادفة لتقديم المساعدات للمستحقين، وبعضها لتقديم وجبة الإفطار للصائمين في دور العبادة في مختلف محافظات مملكة البحرين.
وهذا العمل الخيري الإيماني من السمات المُميزة لهذا الشهر الفضيل ومن العادات الكريمة والحميدة لأهل البحرين في تقديم المساعدات ووجبة الإفطار للصائمين في دور العبادة، وقد تعوَّد أهل البحرين على هذا الفعل الخيري منذُ أمدٍ طويل وبقدر استطاعة كُل شخص وجمعية، ويُسجل التاريخ الكثير من اللفتات الكريمة والنبيلة لأهل البحرين حيث يجعلون أبواب بيوتهم مفتوحة لكل مَن يُريد تناول طعام الإفطار ويتشرفون كثيرًا بتقديم واجب الضيافة له، كما تقوم الجمعيات الخيرية في جميع محافظات البحرين بتقديم المساعدات المخصصة لشهر رمضان المبارك للمستحقين بجانب المساعدات الأخرى في باقي أشهر السنة، وهو فِعل خيري نتاج إيرادات التبرعات الأهلية من الأفراد والمؤسسات التجارية طوال العام أو خلال شهر رمضان، وهذا يُمثل نهجًا طيبًا قائمًا على نشر قِيم الخير والبذل والعطاء من أجل التخفيف من مُعاناة البعض لما يتعرضون له من مشاقِ الحياة وصعوبتها، مع الحفاظ على كرامة الإنسان واحترام مشاعره الإنسانية من غير تشهير أو تصوير إعلامي، فتقديم العون يكون من منطلق العطاء وليس لأجل الترويج لأعمال الأفراد أو الجمعيات الخيرية والمؤسسات التجارية.
إن تقديم المساعدات للمستحقين ِعمل إنساني حميد ذو أهداف اجتماعية وإنسانية عالية، ويُساهم في تحقيق التكاتف والتآلف بين أفراد المجتمع، ويُعزز أواصر العلاقات الاجتماعية، ويُترجم صِدق إنسانية الإنسان تجاه الإنسان الآخر الذي يهب ما يملك لمن لا يملك شيئًا ويكون بذلك عونًا للغير، وبغض النظر عن الأرقام والكميات المُقدمة للمحتاجين (والتي لا أتمنى أن يتم نشرها في الجرائد المحلية) فإنها إجمالًا تمثل نموذجا للعطاء البحريني في الداخل والخارج وجزءا لا يتجزأ من القيم الأصيلة والميراث الإنساني التليد الذي يتمتع به أهل البحرين، وهو مصدر فخر لكل مواطن كريم.