العدد 3878
الثلاثاء 28 مايو 2019
banner
وماذا عن عقلاء إيران؟
الثلاثاء 28 مايو 2019

في تصريحات تحمل هروبا من المسؤولية وعجزا عن الالتفات ونقد الذات، قال البريجادير جنرال حسن سيفي، أحد مساعدي قائد الجيش الإيراني، لوكالة مهر الإيرانية، إن من وصفهم بالأميركيين العقلاء وقادتهم ذوي الخبرة لن يسمحوا لعناصرهم “المتطرفة” بأن يقودوهم لوضع يكون من الصعب جدا الخروج منه، لذا فإنهم لن يدخلوا حربا. والغريب أن تأتي هذه التصريحات متزامنة مع اتهام الجيش الأميركي الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية المباشرة عن هجمات على ناقلات نفط قبالة المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، وأن الألغام اللاصقة المستخدمة في الهجوم تعود للحرس الثوري.

المسؤول العسكري الإيراني يستنجد بالعقلاء وذوي الخبرة من القادة الأميركيين من أجل منع قرار أميركي بشن حرب أو هجمات عسكرية ضد إيران، لكنه في نفس الوقت يحمل تهديدًا أو على الأقل تلميحا بأن مثل هذه الحرب ستكون كارثية على الجميع وخارج السيطرة والتحكم، فهي تصف حال النظام الإيراني الذي يعيش هلعًا وخوفًا شديدا لما يعانيه من أزمات مستعصية على الحل داخليا وضغوط هائلة خارجية ليعدل من مسار سياساته ويمتنع عن تصرفاته العدائية وممارساته الإرهابية في المنطقة، لكنه في نفس الوقت يحاول الترويج “لقوته” القادرة على التصدي لأي عدوان وعلى توسيع نطاق هذه الحرب لتكون مثل هذه الدعاية الواهية رادعًا للتفكير في قرار حرب ضد إيران.

وإذا كان حسن سيفي يعول على الأميركيين العقلاء، فأين هم العقلاء داخل إيران، وأين دورهم في كف أذى أفعال المتطرفين الإيرانيين عن دول وشعوب المنطقة والعالم والتي يتسع نطاق خطورتها يوما بعد يوم وتشكل تهديدا على مصالح استراتيجية لدول العالم بحيث لا يمكن الصبر عليها كثيرا وتفرض التحرك لوقفها.

فقبل أن يفتش “سيفي” في الدفاتر الأميركية عليه أن يقلب صفحات “التطرف” الإيراني ويعمل على محو هذه الصفحات من خلال العقلاء إن وجدهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .