العدد 3882
السبت 01 يونيو 2019
banner
من صانعي السلام إلى العالم
السبت 01 يونيو 2019

مثّلت كلمة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في القمة العربية الطارئة التي انعقدت بمكة المكرمة تلبية لدعوة حكيمة وتحت رعاية كريمة لخادم الحرمين الشريفين رسالة مهمة تعبر عن آمال كل محب للسلام وراغب في صنعه والمشاركة فيه، كما وضعت كل دول المنطقة أمام مسؤولياتها لانتشالها من واقعها الصعب والانتقال بها لمرحلة آمنة ومزدهرة لشعوبها.

الوضوح والحسم والشفافية والمعالجة الشاملة، هي صفات تجسّدت في كلمة عاهل البلاد أمام القمة، حيث استوعبت كل أسس وركائز الاستقرار الذي يصبو إليه الجميع، ومن أهم هذه الأسس الدور المحوري للمملكة العربية السعودية الشقيقة، فهي وكما أكد جلالته الوجهة المثلى لحل قضايانا العربية، بمساندتها الدائمة لأشقائها على مر التاريخ، وفي مختلف الظروف، كما أنها صاحبة السياسة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، لحفظ وتعزيز الأمن القومي العربي.

وبكل حسم، كان تحذير جلالته من الدول الراعية للإرهاب التي باتت تشكّل خطرًا كبيرًا على المنطقة والأمن العالمي برمته، لدأب هذه الدول في انتهاك المعاهدات والقوانين والمواثيق الدولية، وإصرارها على تحدي إرادة المجتمع الدولي.

وبعد أن أوضح جلالته هذا التلازم بين أمن المنطقة وأمن العالم، كانت دعوة جلالته للمجتمع الدولي كله للتحرك الجاد، وخاصة بعد أن تبيّن أن ما ارتكب من جرائم من قبل المجموعات الإرهابية المدعومة من إيران ضد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، عرّض الملاحة والطاقة الدولية للخطر الشديد، وهو ما يستوجب تكامل الجهود بين دول المنطقة ودول العالم لوضع حد ووقف هذه الجرائم قبل أن تنفجر المنطقة بحرب جديدة مدمرة.

لم يدع جلالته القمة دون أن يرسم بحنكة ودقة طريق الخلاص وسبل المواجهة، وهو كما قاله جلالته من تعزيز التعاون والتضامن بين دولنا بما يربطنا من علاقات أخوية، وضرورة التوصّل لرؤية متكاملة واستراتيجية شاملة تستديم الأمن القومي العربي، وتقوي أركانه، والتعاون والتنسيق والعمل المشترك مع الحلفاء والأصدقاء الذين يشاركوننا ذات الأهداف النبيلة، وخاصة أن الغايات المنشودة وهي استمرار المسيرة المشتركة نحو التنمية والرخاء لمستقبل زاهر لشعوب العالم أجمع تستحق المزيد من العمل والعطاء من قبل الجميع وعدم ادخار أي جهد في سبيل ذلك.

وتأكيدًا لموقف مملكة البحرين الثابت في دعم حقوق أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق على مدار مسيرة كفاحه المشروع ونضاله الباسل لاستعادة حقوقه، فقد عبّر جلالة الملك عن أهمية تكثيف الجهود لتفعيل الدور العربي من أجل الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، إيمانًا بأن السلام لن يتحقق والأمن لن يدوم ما بقيت هذه القضية دون هذا الحل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .