+A
A-

مجلس الأمن يفشل بإصدار بيان بشأن السودان

عقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، جلسة مغلقة بشأن السودان بطلب من ألمانيا وبريطانيا، بعد إعلان المجلس العسكري الانتقالي نيته إجراء انتخابات في غضون 9 أشهر، وبعد أحداث العنف التي شهدها محيط الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش.

واستمع المجلس لإحاطة المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدعم جهود الوساطة في المفاوضات في السودان، نيكولاس هايسوم، الذي عبر عن قلقه إزاء الوضع هناك، داعيا إلى وقف العنف، ومؤكدا دعمه لجهود الاتحاد الإفريقي.

وقال هايسوم: "لن نفتح باب مفاوضات آخر مع الأمم المتحدة، وندعم الإطار الزمني الذي وضعه الاتحاد الإفريقي لتشكيل حكومة مدنية انتقالية الذي ينتهي أواخر يونيو، ونحن ندعم شعب السودان في البحث عن انتقال منظم ومتفق عليه بقيادة مدنيين".

كما أعلن هايسوم رفضه لوقف التفاوض والدعوة إلى إجراء انتخابات في غضون تسعة أشهر، وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان مشترك، مشيرين إلى أن الانتخابات تحتاج إلى تهيئة الظروف المناسبة لتكون حرة ونزيهة.

ألمانيا: "حاجة ماسة للمفاوضات"

من جهته، أكد السفير الألماني كريستوف هوسجن قبل الاجتماع، ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات.

وقال السفير الألماني كريستوف هوسجن: "نحن بحاجة ماسّة للعودة إلى طاولة المفاوضات". ورفض الدبلوماسي الألماني خطة المجلس العسكري السوداني لإجراء الانتخابات في غضون تسعة أشهر، معتبراً أن الظروف غير متوافرة لإجراء اقتراع في كل أنحاء البلاد.

الصين ترفض وروسيا ترحب

وبحسب المراسل، فقد رفضت الصين داخل الاجتماع المغلق إصدار أي قرار يندد بالأحداث في السودان باعتبارها شأنا داخليا.

أما روسيا وفي بيان لخارجيتها، فرحبت بقرار المجلس الانتقالي السوداني، داعية الأطراف السودانية للتحلي بأقصى درجات المسؤولية وحل النزاع سلميا، ورفضت أي تدخل أو ضغوط خارجية.

وفشل مجلس الأمن الدولي بإصدار بيان حول المستجدات في السودان، وذلك بسبب اعتراض من جانب الصين مدعومةً من روسيا، بحسب ما أعلن دبلوماسيون.

ووزّعت بريطانيا وألمانيا خلال الاجتماع بياناً صحافياً يدعو المجلس العسكري الانتقالي والمتظاهرين في السودان إلى "مواصلة العمل معا نحو حل توافقي للأزمة الحالية"، وفقا لمسودة البيان الذي اطلعت عليه وكالة "فرانس برس".

غير أن الصين اعترضت بشدة على النص المقترح، فيما شددت روسيا على ضرورة أن ينتظر المجلس ردا من الاتحاد الإفريقي، بحسب ما قال دبلوماسيون.

واعتبر نائب السفير الروسي ديمتري بوليانسكي أن النص المقترح "غير متوازن"، مشدداً على ضرورة "توخّي حذر شديد" حيال الوضع. وقال للصحافيين بعد الاجتماع الذي دام ساعتين "لا نريد الترويج لبيانٍ غير متوازن، فذلك قد يُفسد الوضع".

مجلس الأمن يفشل

وبعد فشل مجلس الأمن في الاتفاق، أعربت ثماني دول أوروبية (بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وهولندا والسويد) في بيان مشترك عن قلقها البالغ من الأوضاع في السودان. وقال البيان الأوروبي "ندعو إلى نقل متفقٍ عليه للسلطة إلى حكومة يقودها مدنيون، كما طالب الشعب السوداني".

ويتطلع الدبلوماسيون بمجلس الأمن إلى اجتماعٍ لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، الأربعاء. وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة، إن مجلس الأمن الدولي قد يُعيد النظر في القضية ويحاول الاتفاق مجدداً على موقف مشترك.

مظاهرات جديدة

وكان قادة حركة الحرية والتغيير في السودان قد دعوا أنصارهم، الثلاثاء، إلى تنظيم تظاهرات جديدة، رافضين دعوة المجلس العسكري لإجراء انتخابات عامّة.

ومساء الثلاثاء، ندّدت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج بتوجّه المجلس العسكري إلى تنظيم انتخابات، ودعت بدلاً من ذلك إلى "انتقال منظّم" للسلطة نحو حكم مدني، حسب تعبيرها.

من جهتها، أعلنت قوى الحرية والتغيير رفض دعوة المجلس إلى إجراء انتخابات مبكرة.

وحمّل المجلس الانتقالي قوى "الحرية التغيير" مسؤولية إطالة أمد التفاوض، معتبراً أنها "تتحمل المسؤولية في إطالة أمد التفاوض بمحاولة إقصاء القوى السياسية والقوى العسكرية والانفراد بحكم السودان، لاستنساخ نظام شمولي آخر يُفرض فيه رأي واحد يفتقر للتوافق والتفويض الشعبي والرضا العام، ويضع وحدة السودان وأمنه في خطر".

من جانبها، حمّلت قوى الحرية والتغيير المجلس مسؤولية أحداث ساحة الاعتصام الاثنين، والتي راح ضحيتها أكثر من 30 قتيلاً. وأكدت أنها ستقاوم سلمياً بالعصيان المدني والإضراب.