من مكة والمدينة خرجت جحافل المؤمنين من الرعيل الأول لتدك حضارة الفرس حتى جعلتها قاعاً صفصفا، وهاهم الأحفاد يتهيئون لإعادة الكرة بعزم حديدي لا ينخرم، ظنوا أن صواريخهم ستدمرنا وتفرقنا، وإذا هي توحد العرب وتجمعهم في خير بقاع الأرض، وبهذه الوحدة سنرد كيدهم إلى نحورهم.

إيران وأذنابها لم يعودوا كما كانوا، فالحرب بدأت بالفعل منذ الحصار الذي أنهكهم، وهذا أول الغيث ثم ينهمر عليهم مطر السوء. البيت العربي بدأ يلتحم من جديد ولا عزاء للمراهنين على دوام الفرقة بيننا، فالشدائد توحدنا وستعيد ترتيب الأوراق في المنطقة.

جولة باطل جارة السوء ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة، شتان بين دولة جاء الكل تلبية لدعوتها، وأخرى منبوذة على الشاطئ الآخر، ليتها تجرب دعوة شبيهة أو مضادة لتقف على حقيقة حجمها ومنزلتها.

النظام الإيراني الحالي نظام عدائي، ومن يستقرئ تاريخه يقف على حقيقة أن عداء الفرس للعرب عداء أزلي، نظام لا يمكن التفاوض معه بعد أن أثبتت التجربة الطويلة أنه لا يحترم القواعد والأعراف الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية.

نأمل أن تتحقق انطلاقة جديدة تمنع إيران وتدخلاتها في المنطقة، فمازالت هناك عراقيل تهدد أمننا القومي وتقف أمام طريقنا نحو النجاح.