اهتمت الأمم المتحدة بقضية التفرقة العنصرية وأدرجتها في جدول أعمالها منذ سنة 1946، وأصدرت العديد من القرارات التي تدين التفرقة العنصرية بشتى صورها ومن خلال تلك القرارات أصدرت الدول الكبرى شعارات براقة تعبر عن تأييدها قرارات الأمم المتحدة وإدانتها البالغة للتفرقة العنصرية باعتبارها جريمة بحق الإنسانية، إلا أنه في واقع الأمر لم تستطع قرارات الأمم المتحدة ولا الدول الكبرى وقف التفرقة العنصرية في إيران والوحشية والمذابح المستمرة بكل فرد “غير فارسي”، وحسب ما هو واضح فإن الأمم المتحدة تريد إبقاء مشكلة التفرقة العنصرية في إيران معلقة بدون أية حلول وترك الوضع كما هو عليه، رغم مناشدة منظمات حقوق الإنسان للنظر إلى وضع الأقليات المأساوي في إيران.
لقد وقعت إيران في عام 1967 أول اتفاقية خاصة بحقوق الإنسان وتقضي هذه الاتفاقية بحماية الأقليات وتوفر لهم مظلة شاملة من الرعاية بجميع تنوعاتهم العرقية واللغوية والدينية، لكن شيئا من ذلك لم يحدث إطلاقا، فمازال أهل الأحواز محرومين من أبسط حقوقهم مثل التعليم والعلاج وممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، ولا تحق لهم المشاركة في أية انتخابات، وقام مؤخرا نظام الملالي بتوطين قوميات غير عربية في الأحواز لمسح الهوية العربية.
ما سبق يؤكد أن نظام الملالي، نظام دموي إرهابي لم يسبق له مثيل، لا احترام لحقوق الإنسان ولا اتفاقيات ومؤامرات على مر التاريخ، وزرع الطائفية والعنصرية البغيضة في المجتمعات، وإعدام الأفراد “العرب” من دون محاكمات وذبح المئات من الأبرياء بشكل يومي، وهنا يحق لنا أن نطرح السؤال التالي... متى سيزول هذا النظام الجرثومة الذي يهدد العالم ويضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات والقرارات الدولية، نظام لم يتوقف لحظة واحدة عن الإرهاب وزرع الفتن في المنطقة إشباعا لغرائز الملالي الساديين المتعطشين للدماء. هل يقبل ضمير الأمم المتحدة كل هذه الجرائم والقتل والإرهاب وآلاف البشر الذين يسحبون يوميا إلى ساحات الإعدام؟!.