العدد 3912
الإثنين 01 يوليو 2019
banner
الاختيار الصحيح للتخصص الجامعي سبيل النجاح
الإثنين 01 يوليو 2019

في مثل هذا الوقت من كل عام تعم أهازيج الفرح وتتناثر الورود سعادةً وفرحاً بنجاح أبنائنا وإخواننا وطلابنا الذين تخرجوا من المرحلة الثانوية، لكن سرعان ما ينقلب الفرح إلى حيرة والسعادة إلى ضيق؛ لأن الطالب يعي أنه في مرحلة انتقالية ومفصلية في حياته وعلى وشك اتخاذ قرار قد يكون أساس النجاح والفشل فيما هو قادم، هذا القرار هو اختيار تخصص الدراسة الجامعية.

اختيار التخصص الجامعي النقطة الفارقة في حياة كل شاب فعليه يعتمد النجاح والفشل، الكثير من طلاب الجامعة يكتشفون أثناء الدراسة أنهم أخطأوا في اختيار التخصص، ما يؤدي إلى يأس وضمور في الهمة والمواصلة والتميز، ونتيجة هذا إما انحدار في التحصيل الأكاديمي أو عدم إكمال المسيرة التعليمية أو تغيير التخصص وهو الخيار الأفضل إن كان في الوقت المناسب. المحصلة النهائية لسوء الاختيار هو دخول أفواج من الموظفين غير المنتجين إلى ميدان العمل ممن يشعرون بالإحباط والضجر من أعمالهم.

ومن خلال خبرتي في المجال الأكاديمي كعضو هيئة تدريس في جامعة البحرين ومن خلال مناقشاتي المستمرة مع الطلاب توصلت إلى أن من أهم أسباب سوء الاختيار قلة الوعي والإرشاد في المراحل الدراسية المبكرة بالإضافة إلى قلة وعي أولياء الأمور وقلة إدراكهم قدرات أولادهم وإجبارهم الأبناء على دخول مجالات مخالفة لرغبتهم.

مما يلوج في الذهن بعد كل ما قيل من صعاب في اختيار التخصص المناسب ومدى أثره السلبي على الطالب في المرحلة الجامعية وعلى الموظف في الحياة العملية هو: كيف السبيل لاتخاذ الخيار الأفضل؟ في البداية يجب أن يكون الاختيار بناءً على رغبة الطالب لا رغبة الأهل فهو الأعلم بما يحب ويهوى، ثانياً على الطالب الاختيار بما يتوافق مع قدراته، فعلى سبيل المثال من الصعب على من ليست عنده قدرة الحفظ أن يدخل تخصص الصيدلة لما يحتاجه هذا التخصص من مقدرة مهولة في الحفظ لاستيعاب أسماء الأدوية وتركيبها وتوافقها وتضادها مع بعضها، بالإضافة إلى أن تخصصات مثل التخصصات الهندسية تحتاج إلى قدرة على استيعاب وحل المسائل الرياضية والفيزيائية، لذلك فإن أهم أسس الاختيار معرفة الشخص قدراته، وما يتوجب النظر إليه أيضاً هو وفرة فرص العمل فليس من المجدي الدخول في مجال مستهلك ومشبع، فإذا توفرت الرغبة والقدرة بالإضافة إلى حاجة سوق العمل لهذا التخصص فلا يبقى على الشخص إلا استشارة أصحاب التخصص والأهل ومن ثم التوكل على الله.

وفي الختام لا يسعني إلا تقديم النصح إلى أولياء الأمور لتوجيه أولادهم ومساعدتهم على اكتشاف قدراتهم وعدم إجبارهم على ما لا يرغبون به للذود بالاختيار الصحيح الذي سيكون أول عتبة على سلم النجاح والتميز في مستقبل الأولاد والحصاد المثمر للأهل بعد سنين الحرث والزرع في أرض الأبناء الخصبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية