من الأمور المهمة جدا التي تشغل فكر البحريني وتأتي على رأس أولوياته في الوقت الحاضر ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية التي يحتاجها في حياته اليومية، ومع ذلك بات البحريني يصرخ من “قمة راسه” من تزاحم المناسبات السنوية عليه، كشهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى ودخول الطلبة المدارس والجامعات وغيرها من المستجدات “اللي ما تخلص”، بالإضافة للضرائب والرسوم وضعف المدخول الشهري والقروض البنكية وأقساط وزارة الإسكان وقروض الاستبدال، والجمعيات المالية الشهرية، “غير السلف من البرادة أو الخضار، ومن ذي وذاك”.
ومعظم الخلافات والمشاكل الأسرية والزوجية التي تحدث في بيوت المواطنين أحد أسبابها الرئيسية عدم قدرة رب الأسرة على تلبية احتياجات أفراد الأسرة وتوفير طلبات المنزل، وكل ما سبق ذكره يحتاج المزيد من المصاريف وزيادة الأعباء المالية، ما يسبب هذا الوضع الصعب الذي لا يفارق مخيلة المواطن على مدار الساعة وانشغاله بكيفية الحصول على لقمة العيش له ولأفراد أسرته.
اليوم متطلبات الحياة الضرورية في البحرين تزداد وتتسع بشكل غير مسبوق ولم يقتصر الغلاء على منتج دون آخر، بل شمل كل ما هو معروض في السوق المحلي وتضاعف سعره أضعافا مضاعفة خلال الفترة الأخيرة وبالتالي “كلكد” هذا الارتفاع الفاحش حياة البحريني وجعله “أمبرطم طول الوقت” وحالته يرثى لها والشواهد على ذلك كثيرة لا تتسع الزاوية لذكرها.
إن أزمة غلاء الأسعار تحتاج تدخلا قويا ووقفة سريعة من قبل الدولة والحكومة معا بدعم المواطن الذي لا حول له ولا قوة وانتشاله مما يئن ويعاني منه، والتخفيف عن كاهله، ولتكن البداية مضاعفة علاوات الغلاء والمعيشة والمتقاعدين فالبحرين تشهد الآن تراجعا في العجز الفعلي خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 37.8 بالمئة مقارنة بالعجز نصف السنوي للسنة المالية المنتهية 2018، بالإضافة إلى ارتفاع الإيرادات الفعلية بنسبة 18.8 بالمئة وذلك كي تتناسب مع موجات الغلاء المتلاحقة.
“زبدة الحجي نسموا على الناس أشوي، تره أنقطع أنياطهم وهم ينطرون الفرّي”. وعساكم عالقوة.