+A
A-

السودان.. مواصلة المباحثات بين "الثورية" و"قوى التغيير"

اتفقت "الجبهة الثورية" السودانية و"قوى الحرية والتغيير" على مواصلة الحوار حول النقاط العالقة، وذلك داخل العاصمة السودانية الخرطوم أو أي دولة خارجية، بهدف الوصول إلى اتفاق حول وثيقة السلام المرفقة بوثيقة الإعلان الدستوري.

جاء الإعلان عن هذا الاتفاق في مؤتمر صحفي مشترك بين الطرفين مساء الاثنين في القاهرة إثر مفاوضات استمرت لأيام.

وأوضحت "الجبهة الثورية" أنه تم الاتفاق مع "قوى الحرية والتغيير" على "الأساسيات"، فيما "يتبقى بعض التفاصيل التي ستخضع للبحث".

وأكدت مصادر لقناتي "العربية" و"الحدث" أن الفرقاء اتفقوا على الوثيقة الدستورية والاتفاق السياسي، واختلفوا حول نقطتي تعيين رئيس الوزراء السوداني المقبل وتأجيل تشكيل مجلس الوزراء القادم.

في سياق متصل، قال وجدي صالح، القيادي في "قوى الحرية والتغيير" إنه تمت خلال اجتماعات القاهرة مراجعة ما تم الاتفاق عليه في أديس أبابا، وأكد أن الاجتماعات ستتواصل حتى التوصل إلى صيغة تؤدي لسلام حقيقي.

بدوره، أكد الأمين العام لـ"حزب المؤتمر السوداني" والقيادي في "قوى الحرية والتغيير" خالد عمر أن المفاوضات مع "الجبهة الثورية" في القاهرة تشهد تقدماً ملحوظاً، معرباً عن تفاؤله بأن يتوصل الطرفان لتوافق كامل حول مسألة الترتيبات الانتقالية خلال يوم أو يومين.

وأكد عمر على "ضرورة النقاش العميق مع "الجبهة الثورية" لتبديد الخلافات القائمة وعدم تكرار أخطاء الماضي"، مشيراً إلى أن "حركات الكفاح المسلح تعرضت للخداع مرات عديدة في السابق وهذا الأمر يفسر مسألة عدم الثقة الموجودة حالياً".

أما القيادي في "الجبهة الثورية" نور الدائم طه فأبدى استغرابه من عدم قدرة الوفد المفاوض عن "قوى الحرية والتغيير" على اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالبنود التي يتم التفاوض عليها، مشيراً إلى أن "الجبهة متمسكة بالتوصل إلى السلام" وأن "مشاركتها في جولات القاهرة وأديس أبابا وغيرها تؤكد ذلك التوجه".

واعتبر طه أن "الخلاف الجوهري مع قوى الحرية والتغيير يتمثل في إدراج نص وثيقة السلام التي تم التوقيع عليها في أديس أبابا إضافة إلى الوثيقة التي قدمها الجبهة الثورية ضمن الاتفاق السياسي".

من جانبه، أشار القيادي في "الجبهة الثورية" ياسر عرمان إلى أن "محاولات جرت للتشويش على اجتماع القاهرة"، بالحديث عن لقاء بين "الجبهة الثورية" ومسؤولين في النظام السابق. واعتبر عرمان أن الحملة تهدف "لتشويه عمل الجبهة الثورية وقوى الحرية والتغيير".

كما رهن عرمان حضور "الجبهة الثورية" للمشاركة في احتفال التوقيع المزمع في 17 أغسطس/آب، بما سيحدث من تفاهمات وإجراءات بعد عودة وفد "قوى الحرية والتغيير" إلى الخرطوم ونقل ما تم التباحث حوله في القاهرة إلى القيادة. وأضاف: "إن تم حل القضايا سيحضر وفد من الجبهة الثورية للخرطوم".

من جهته، قالت "الجبهة الثورية"، على لسان القيادي جبريل إبراهيم، إن "مصر حريصة على السلام (في السودان) بغض النظر عن منبر التفاوض"، ونفى اتجاه الجبهة للمحاصصة في السلطة المقبلة، متهماً جهات لم يسمها بـ"السعي لتشويه صورة الجبهة الثورية".

وبعد أشهر من المفاوضات بين قادة "قوى الحرية والتغيير" والمجلس العسكري الانتقالي، توصّل الطرفان في مطلع آب/أغسطس الجاري إلى اتفاق على الانتقال إلى الحكم المدني خلال ثلاث سنوات. ومن المقرّر التوقيع على الإعلان الدستوري التاريخي في احتفال في 17 آب/اغسطس.