العدد 3971
الخميس 29 أغسطس 2019
banner
انتهاكات البشر والحجر في عفرين
الخميس 29 أغسطس 2019

تحدثت المنظمات الدولية والحقوقية عن ما حدث ويحدث في مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية والواقعة بشمال حلب بسوريا، وعن تردي الأوضاع الأمنية والإنسانية فيها، وقد سيطرت فصائل سوريا المعارضة عليها في مارس 2018م بدعم من “العدالة والتنمية”، وإثر العمليات العسكرية نزح منها أكثر من نصف سكانها وتمركزوا في مخيمات بريف حلب ليحل مكانهم نازحون من دمشق وحمص وحماة وحلب وغيرها وذلك وفق اتفاق “أستانة” الموقع بين سوريا وروسيا وإيران.

وعند السيطرة عليها تغير كل شيء في عفرين بهدف تتريك المنطقة وطمس هويتها الكردية والعمل على تغيير تركيبتها الديموغرافية، ومن الممارسات: منع التحدث باللغة الكردية، ارتفاع معدل السرقات وعمليات الخطف والاختفاء القسري والاعتقالات والقتل، تغيير أسماء الساحات العامة والشوارع والقرى، الاعتداء على المواقع الثقافية والأثرية والدينية الخاصة بالأكراد، حرمان أهل عفرين من الاحتفال بعيد نوروز الكردي، إحراق أشجار اللوز وقطع بعضها، السيطرة على أشجار الزيتون ومنع أهلها من إخراج الزيتون وبيعه، ما أدى إلى رفع سعره إلى الضعف وتهريب زيت الزيتون إلى الأسواق، فرض الأتاوات على المزارعين وسرقة محصولهم، وغيرها من الانتهاكات التي تم توثيق أغلبها).

وبدأت مشاهد الهيمنة على عفرين بكل ما يجري فيها من انتهاكات ووضع لافتات باللغة التركية والعربية، وأصبح تدريس مادة اللغة التركية إلى جانب العربية في مدارس عفرين إلزاميا، وكانت التهمة الموجهة إلى أهل عفرين الارتباط بحزب العمال الكردستاني. إن ما فعلته القوات العسكرية والميليشيات في مدينة عفرين ليس غريبًا على قوات الاحتلال، فالاستعمار الغربي فعل الكثير من هذه الممارسات في أقطارنا العربية، وكذلك العدو الصهيوني في فلسطين والنظام الإيراني في إقليم الأحواز العربي وفي الجزر العربية الثلاث وما حصل في العراق بعد احتلاله.

مسكينة أرضنا العربية، فثرواتها تمثل الوجبة المفضلة للغزاة من شرق الأرض وغربها، فهي ثمرة يانعة يستلذ بطعمها أوْلئك الذين يبحثون عن المجد على جثث الضحايا وصراخ المغلوبين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .